هيلين كونواي وطفلتها أميليا
لندن ـ سامر شهاب
لقد كان افضل شعور في العالم لهيلين كونواي عندما اكتشفت أنها حامل في طفلها الأول. ولكن بعد ولادة طفلتها أميليا، تحطمت سعادتها عندما ظهر انها أصيبت بشكل نادر من مرض السرطان الذي يحدث فقط أثناء الحمل. السيدة كونواي، وهي تعمل مستشارة في أحد البنوك ، تم تشخيص حالتها بالمشيمة التي تؤثر وتصيب أقل
من 20 سيدة سنوياً في المملكة المتحدة.
وهي تتطور في المشيمة عندما تصبح الخلايا التي كانت جزءًا من الحمل الطبيعي مصابة بالسرطان وتنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
السبب غير معروف، ويمكن أن يتطور المرض لأشهر أو حتى سنوات بعد الحمل، مما يجعل من الصعب تشخيصه.
قالت السيدة كونواي، 38 عاما، من "هاليفاكس"، غرب "يوركشاير": " أنا لا أعتقد أن أي امرأة تعتبر أن السرطان قد يكون خطراً على حملها ".
"لقد كان الامر مرعبا. حينما انجبت طفلتي الى العالم ، كنت اخشي ماقد يحدث اليها اذا لم اتمكن من هزيمة المرض".
وكان تمّ تحديد السرطان منذ تسعة أشهر فقط بعد أن انجبت كونواي طفلتها حينما بدأت تبصق دماً عند السعال .
لقد تطلب المرض أربعة أشهر من العلاج الكيميائي . ورغم ذلك تقول: "ان تسمع أنك مصاب بسرطان يجب أن يكون دائما امر مخيف، ولكن انا افكر بالتأكيد في الحمل مرة أخرى لأن السرطان هو مرض نادر جدا ويجب أن لا تدع أي شيء يعيقك".
و أضافت: "إن الحمل جعلني اكون مع طفلتي التي احبها كثيرا "اميليا" ، لذلك فأنا لست نادمة على أي شيء".
يذكر أن أميليا،التي تبلغ من العمر الان عامين، والتي ولدت بصحة جيدة في ديسمبر/كانون الاول 2010، قد حملت فيها والدتها بشكل طبيعي من صديقها السابق.
ولكن الام تعرضت لنزيف استمر ستة اشهر بعد الولادة، وبعد ذلك ، في ابريل/نيسان 2011، قامت بعمل اختبار حمل ، كانت نتيجته إيجابية.
توجهت لعمل الفحص الطبي ، والذي اظهر عدم وجود حمل، وبسبب استمرار النزيف، افترضت أنها تعرضت للإجهاض.
وبدون علم، تسبب السرطان في جعل جسمها يفرز هرمون" الغدد التناسلية المشيمائية البشرِيّة HCG" ، والذي يجعل نتيجة الحمل تظهر ايجابية .
وبعد ستة أشهر، بدأت في الاصابة بسعال يظهر الدم أثناءه. وبعد زيارة طبيبها، قال لها "ان ذلك قد يكون مجرد انفجار بالأوعية الدموية".
وعندما بدأ السعال يزداد سوءا ، ذهبت إلى الطبيب في المستشفى، حيث نصحها بعمل الأشعة السينية علي الصدر. وأظهرت النتائج أن لديها بقعاً سوداء على رئتيها.
وقالت 'شعرت بالرعب من ان يكون سرطان الرئة. هذا ماكنت افكر فيه ، وكنت قلقا بشأن أميليا. لم أكن أريد لها أن تكبر بدون أم."
وتم تشخيص حالتها في سبتمبر/أيلول 2011 و تبين أن مرض السرطان قد انتشر إلى الكبد والرئتين.
وقالت " لقد تم تشخيص حالتي وكان عمر "أميليا" أقل من سنة ، وكمستشارة كانت تأتي الى ذهني أفكار و أشياء مدمرة حول ماذا سيحدث إذا كان السرطان مزمنا.
'و أضافت :"لقد صدمت تماما عندما سمعت ان الحمل هو سبب اصابتي بالسرطان. ومع ذلك، حاولت النظر إلى الجانب المشرق".
وتابعت :"ولأن هذا السرطان نادر جدا، فإن العلاج كان متوفر فقط في ثلاث مستشفيات في بريطانيا، ولقد اضطررت الى السفر 50 كيلومترللوصول إلى مستشفى" ويستون بارك" في "شيفيلد" للخضوع للعلاج الكيميائي لمدة ليلتين كل أسبوعين"
.ولقد شفيت من السرطان بالكامل في يناير/كانون الثاني 2012. وقالت" أنا مرتاح جدا، والآن لدي الوقت للتركيز على ابنتي، والمضي قدما في حياتي ".
أما المتحدث بإسم معهد "أبحاث السرطان" في المملكة المتحدة " فقال ان "أكثر من 90 في المائة من النساء المصابات بالمشيمة تتماثل للشفاء بشكل كامل."