الجزائر.سميرة عوام
حذر المعهد الوطني للصحة العمومية ومعهد باستور في الجزائر، من تنامي مرض الملاريا الذي أصبح يهدد الولايات الواقعة في أقصى جنوب الجزائر، ومنها غرداية ،باتنة و تمنراست .و في هذا السياق تم خلال السنة الجارية الكشف عن 20حالة للإصابة بهذا الداء القاتل ،حيث توفي أربعة أشخاص مؤخرا بولاية باتنة، كانت حالتهم
الصحية قد تدهورت بعد بلوغهم مرحلة متطورة من المرض ، علما أن معهد باستور سبق أن أكد أن هناك 12حالة إصابة بهذا الوباء تخضع للعلاج المكثف في مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة الجزائر.
من جهته، المعهد الوطني للصحة العمومية بالجزائر أجرى سلسلة من التحقيقات خلال شهر أكتوبر/تشرين الاول الماضي شملت نحو 400شخص بعد أن ظهرت لديهم بعض التعقيدات الصحية منها التعرق الشديد و ارتفاع درجة حرارة الجسم ، وأوضح أن أكبر عدد من المصابين بمرض الملاريا ينحدرون من بلدان الساحل الصحراوي، وهناك 10حالات أخرى تخضع للعلاج في مستشفى مدينة غرداية بالجزائر ، بينما غادر نحو 10أشخاص الشهر الماضي المستشفى أغلبهم ينحدرون من ولايات بسكرة ، باتنة و تمنراست.
على صعيد آخر ونظرا للتوافد القوي للعائلات الآتية من دول الجوار منها مالي الواقعة عند الحدود الجنوبية للجزائر بسبب الحروب الأهلية و المجاعة ، بعد توجه أكثر من 20بالمائة من سكان مالي إلى الجهة الشرقية و الشمالية للبلاد بحثا عن المأوى، وجدت الجزائر نفسها مضطرة للإعلان عن حالة طوارئ و تغطية البؤر التي يكثر فيها مرض الملاريا ،لأن ذلك سينعكس سلبا على سكان الجزائر.
و عليه يتمحور التحقيق المتعلق بهذا الداء الوبائي الذي قام به أخصّائيون من المعهد الوطني للصحّة العمومية ومعهد باستور بالجزائر لتحديد مصدر السلسلة المرضية المسؤولة عن انتقال هذا المرض بعد ظهور حالات مؤكّدة للملاريا عند ثلاثة أشخاص من سكان المنطقة، حيث توفي أحدهم بفعل التأخّر في العلاج ومضاعفات صحّية حول الفحص بتقنية (القطرة السميكة)، والذي شمل أكثر من 400 فرد من المقيمين في شرق البلاد منهم بعض رعايا بلدان الساحل الصحراوي·
وأوصى التحقيق الحكومة الجزائرية بالمراقبة وتنظيم عمليات لمكافحة الحشرات الضارّة وإزالة المستنقعات وحلّ إشكالية تسرّب المياه من القنوات والخزّانات المائية، إلى جانب استزراع أسماك (القمبوزيا) بالأحواض والسدود والحواجز المائية· كما حثّ التحقيق أيضا على إحصاء الرعايا الأجانب المقيمين في منطقة الجنوب بالجزائر والمتابعة الطبّية لهم وتحسيس مهنيي الصحّة حول هذا المرض·