استنفار جزائريّ بعد وفاة رجل ستِّينيّ بحُمَّى الملاريا

أعلنت الجزائر حالة طوارئ قصوى بعد تسجيلها لـ 6 حالات جديدة في صفوف المصابين بحمى الملاريا في منطقة غرداية، إلى جانب تسجيل إصابة أخرى في العاصمة تخص أحد مناصري (مشجعي) المنتخب الجزائري لكرة القدم بعد قدومه من بوركينافاسو، فيما فشلت اللجنة الوطنية المكلفة بلقاحات الملاريا في الجزائر في إنقاذ شخص يبلغ من العمر 60 سنة كان تُوفِّي في المنطقة ذاتها، ولاحتواء هذا الوباء القاتل تدخلت وزارة الصحة الجزائرية بتوسيع حملات رشِّ المبيدات على مستوى محطات النقل المتواجدة على المستوى الوطني، وكذلك الساحات التي يكثر فيها المهاجرين غير الشرعيين، خاصة منهم سكان مالي، والذين استحوذوا على مختلف الولايات الشرقية والجنوبية بعد تسللهم من الحدود المالية المجاورة لدولة الجزائر، كما أكد رئيس الوزراء عبد المالك سلال على ضرورة تنصيب 2000 فرقة طبية مختصة في عملية تلقيح مرض الملاريا، والتي وزعت على مختلف المناطق والبؤر التي تعرف انتشارًا واسعًا لوباء الملاريا.
وتسبّب تسجيل عدد من حالات الإصابة المؤكّدة بالملاريا في ولاية غرداية في حالة استنفار حقيقية في العديد من ولايات جنوب البلاد المهدّدة بانتشار المرض الخطير بها لقربها من بلدان (العمق الأفريقي)، التي تشهد تصاعدًا لعدد حالات الإصابة بالملاريا، التي باتت تزحف على الجزائر بقوّة على نحو يستدعي اتّخاذ تدابير استعجاليه، خصوصًا على الحدود الجنوبية لوقف زحف المرض، علمًا أن الملاريا تقف وراء 60 في المائة من حالات الوفاة في مالي، الجارة الجنوبية للجزائر.
وتمحور التحقيق الوبائي الذي قام به أخصّائيون من المعهد الوطني للصحّة العمومية ومعهد باستور في الجزائر لتحديد مصدر السلسلة المرضية المسؤولة عن انتقال هذا المرض، بعد ظهور حالات مؤكّدة للملاريا عند ثلاثة أشخاص من سكان المنطقة، حيث تُوفِّي أحدهم بفعل التأخّر في العلاج ومضاعفات صحّية حول الفحص  بتقنية (القطرة السميكة)، والذي شمل أكثر من 400 فرد من المقيمين في منطقة الضاية بن ضحوة من بينهم 35 من رعايا بلدان الساحل الصحراوي.  
وأوصى التحقيق المسؤولين المحلّيين بالمراقبة وتنظيم عمليات لمكافحة الحشرات الضارّة وإزالة المستنقعات، وحلّ إشكالية تسرّب المياه من القنوات والخزّانات المائية، إلى جانب استزراع أسماك (القمبوزيا) في الأحواض والسدود والحواجز المائية.  
وحثّ التحقيق أيضًا على إحصاء الرعايا الأجانب المقيمين في المنطقة، والمتابعة الطبّية لهم، وتوعية مهنيي الصحّة بشأن هذا المرض.