الجزائر ـ سميرة عوام
تستغلّ العائلات الجزائريّة موجات البرد والعواصف الثلجيّة لصنع أطباق تقليديّة تساعد على مقاومة الطقس البارد. وتتفنّن النّسوة في إعداد الأكلات الشّعبيّة المعروفة بقيمتها الغذائية مثل الكسكسي والذي تحضّره النّساء في فصل الصيف من أجل تخزينه في أكياس من القماش الخشن ويضاف له بعض التوابل مثل الفلفل الأسود والمعكّر بعد تجفيفه في الظّل، وإضافة الملح له حتى يحافظ على بياضه ويكون جاهزا للطبخ في الشتاء. كما تحضر أطباق البركوكس وهو مشتقّ من دقيق الشعير والقمح، تستغله العائلات
في فصل البرد من أجل الحفاظ على اللّياقة البدنيّة وقوة الجسم، ويخزن هو الآخر في كيس يطلق عليه "الخيشة".
وحسب أهالي الجزائر، فإن البركوكس والكسكسي يطهى حتى للضيوف، وتستغني العائلات عن إضافة اللحم لهذه الأطباق، بل تضيف "القديد" وهو من مشتقات لحم الخروف الذي يتم تقطيعه إلى قطع صغيرة وخلطه بالتوابل والملح في فصلي الصيف والخريف ثم يجفّف ويخزّن هو الآخر في "كيس مصنوع من الجلد مع البركوكس والكسكسي، ليتمّ تحضيره في فصل البرد وهو يعتبر أقوى من اللحم الطازج من خلال الفيتامينات التي يحتويها بعد عملية التجفيف ويساعد على تدفئة الجسم ويقدم حتى للضيوف.
وحسب السيدة الزبدة 60 عاماً أكدت لـ"المغرب اليوم" أن سكان القبائل الأصليين مازالوا يحافظون على عاداتهم في تحضير الأكلات التقليدية خصوصا تلك المتمثلة في البركوكس والذي يضاف له الحمص والفول والمشمش المجفّف وكذلك زبدة الأبقار.
وعندما سألناها عن كيفية استخلاص الزبدة قالت المتحدثة إنه يتم استقدامه من اللبن الرائب، أما الحاجّة الضاوية تقول إن فطور الصباح بقري ومداشر تيزي وز يكون تقليديا، حيث تقدم عصيدة الدقيق مدهونة بالزبدة أو زيت الزيتون وكذلك السكر أو العسل وتوضع في قصعة من الخشب، وهو أفضل طبق يحبه الرجال من أجل استغلاله في مضاعفة الطاقة والحيوية إلى جانب تحضير الغرايف بالعسل وغيرها من الأطباق التقليدية الأخرى، هكذا هم سكان الجزائر يستغلّون الاقتصاد العائلي التقليدي من أجل توفير احتياجاتهم الغذائية خصوصا في فصل الشتاء.