أضخم رجل في فلسطين

يكره الشاب الفلسطيني سامر الزاغة لقب أضخم رجل في فلسطين بعد وصول وزنه إلى 300 كيلوغرام، وباتت أقدامه متورمة من ثقل جسمه، بعد أن كان في يوم من الأيام من ذوي الأجسام الرشيقة، بينما يتقاضى سامر راتبًا شهريًا يبلغ حوالي 600 دولار من بلدية نابلس، ولكنها لا تكفي لا لمصاريف العلاج، ولا لأطفاله الاربعة وزوجته الذين يعيشون معه تحت سقف واحد . ويبكي المواطن سامر أحمد الزاغة (41 عامًا) من مدينة نابلس، بحرقة مثل طفل صغير، ويتمنى لنفسه الموت، حتى يرتاح مما آلت اليه حاله، بعد ان تجاوز وزنه 300 كغم، وتحولت حياته إلى الجحيم بعينه.
ويشعر سامر بالحزن الشديد عندما ينظر لجسمه الذي بات يوصف بالرجل الأضخم في فلسطين، حيث باتت رجليه المنتفختين المتقرحتين، اللتين لم يعد يسعهما حذاء، غير قادرتين على حمله.
وفي ظل ذلك الوضع الذي يصفه بالمأساوي يأمل سامر بأن يساعده أحد لتلقي العلاج من السمنة المفرطة التي تتهدد حياته بالموت، مشيرًا إلى أن الاطباء أكدوا له بانهم يستطيعوا اجراء عملية شفط دهون له وتصغير معدته، الا ان الفقر الذي يعيش فيه يمنعه من توفير تكلفة تلك العملية، خاصة وأنه لم يعد قادرًا على العمل كعامل نظافة في بلدية نابلس، بسبب السمنة المفرطة لديه، والناجمة عن خلل هرموني ألمَّ به وهو في العشرينات من عمره، وهو غالبًا ما يتغيب عن عمله، اضافة الى استيفائه مبكرًا لإجازاته السنوية والمرضية.
ولم يكن سامر في صغره يختلف عن أي فتى آخر، فقد كان نحيفًا وطبيعيًا، كما يقول والده احمد الزاغة (60 عامًا)، ويضيف الوالد بأنه يتألم لحال والده ولكن "ما في اليد حيلة".
ويوضح والد سامر، بأن الاطباء في احد المستشفيات الخاصة في مدينة نابلس قد أخبروه في إمكان إجراء عملية شفط دهون وتصغير معدة، ولكن تكلفة العملية تبلغ حوالي 9 آلاف دولار أميركي.
ولدى سامر تقرير طبي ينصح بتحويله إلى أحد المراكز الطبية المتقدمة مثل "هداسا". ويوضح التقرير مدى الخطورة التي تهدد حياته في حال بقي على هذا الحال.
ويعلن سامر وهو يكفكف دموعه: "لو كان لدينا المال لما طلبنا مساعدة من أحد".
ويتقاضى سامر راتبًا يبلغ حوالي 600 دولار من بلدية نابلس، ولكنها لا تكفي لا لمصاريف العلاج، ولا لأطفاله الاربعة وزوجته الذين يعيشون معه تحت سقف واحد في بيت مهلهل تنقصه كل مقومات الحياة.
ولسامر اربعة ابناء (بنتان وولدان) تتراوح اعمارهم بين ( 9 و 15 عامًا) وجميعهم في المدارس.
وتوضح زوجة سامر امل حسونة بانها تضطر لإرسال ابنيها الصغيرين للعمل لدى محل مجاور لبيع الدجاج، حيث يقومان بتنظيف المحل مقابل (خمسة شواكل) في اليوم، حوالي دولار ونصف.
وتصف حسونة حياتهم بأنها الجحيم بعينه، وتقول إن زوجها سامر يقضي معظم الوقت نائمًا على ظهره، حيث لا يستطيع الحركة يمينًا ولا شمالاً، وغالبًا ما تجده يبكي بصمت.
ومما يزيد الامر تعقيدًا، أن منزل سامر يقع في حي خلة العامود في مدينة نابلس، وهي منطقة جبلية مليئة بالادراج الطويلة، ويضطر سامر لنزول 133 درجة عند خروجه من منزله للعمل، أو حين يذهب للطبيب، وعليه ان يصعد هذه الدرجات مجددًا عند العودة، الامر الذي يتعبه كثيرا ويشعره أن قلبه على وشك التوقف مع كل درجة يصعدها أو ينزلها كما يقول.
ويؤكِّد والد سامر أن المشكلة لدى ابنه تتفاقم حيث ان وزنه يتزايد، وقد يصل بعد سنتين او ثلاث سنوات الى 350 كغم، خاصة وانه اصبح مضطراً لتناول كميات كبيرة من الطعام يوميًا، نظرًا إلى ضخامة جسده.
ويشير الوالد إلى أن سامر يحتاج يوميًا الى نحو 2 كيلو ونصف الكيلو من الخبز يوميا، ولا تكفيه دجاجة وطنجرة ارز في الوجبة الواحدة، كما أن في مقدوره التهام منسف يكفي لاربعة او خمسة اشخاص.
وعند تنقله للعمل او لزيارة الطبيب فقد تعاقد سامر مع سائق لديه باص "فلوكس فاجن" له باب جانبي يستطيع سامر الدخول والخروج منه نظرًا إلى ان تنقله في سيارات الاجرة العادية (سيارات التاكسي) غير ممكن نظرًا إلى ضخامة جسده.