مشاهدة التلفاز واضرارها على الصحة

يعلم الجميع أن المكوث لفترة طويلة على الأريكة أمام التلفاز أمرًا مُضرًّا  للصحة، ولكن حتى الأشخاص الذين يشاهدون برنامجين من برامجهم  المفضلة كل  ليلة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ادخار المشاكل الصحية. ووجد باحثون هولنديون، أنه "كلما مكث الشباب أمام التلفزيون، كلما كان لديهم تصلبًا أكثر للشرايين، وهي علامة على احتمالية الإصابة بأمراض القلب في المستقبل".
وأوضحوا أنه "يُعتقد أن الذين يقضون المزيد من الوقت أمام التلفزيون، هم أقل احتمالية للاستيقاظ مبكرًا، وممارسة النشاط البدني على مدار اليوم، مما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل المرتبطة بنمط الحياة المستقرة"، مضيفين أن "ما يثير القلق هو الآثار السلبية للجلوس أمام التلفاز، وليس التراجع عن ممارسة التمارين الرياضية".
وربطت دراسات سابقة مشاهدة التلفاز بزيادة الوزن، والكولسترول، وضغط الدم، والسكري، هكذا كتبت الباحثة  وزملاؤها  في مجلة "سبورتس ميدسن Sports Medicine " البريطانية.
وفي  الدراسة الجديدة، أراد الباحثون معرفة؛ هل العلامات الأولية للضرر الناجم عن ممارسة نشاط قليل للغاية، يمكن أن يتم اكتشافها في البالغين الأصغر سنًّا أم لا؟
واستخدم الباحثون البيانات التي تم جمعها من 373 سيدة ورجل، والذين قاموا بملء الاستبيانات بشأن مشاهدة التلفزيون وممارسة الرياضة وغيرها من العادات في سن 32، ثم مرة أخرى في سن 36، وفي هذا السن الأخير تم قياس الموجات فوق الصوتية لصلابة الشرايين الرئيسة في جسم المُشارك.
 ووجد الباحثون أن "من يعانون من التصلب الشديد للشريان السباتي، وهو الشريان الرئيس في الرأس والعنق، قضوا ​​حولهم".
وشوهدت نتائج مماثلة لتصلب الشرايين الفخذية في الساقين، حيث تقول عالمة الأوبئة في جامعة ماستريخت، في هولندا، إيزابيل فيريرا، "الحقيقة أن شرايينك ليست مرنة، مما يجعلك تتعرض لارتفاع ضغط الدم في سن متأخرة، ومرض القلب، والأوعية الدموية".
وأضافت فيريرا، أن "أقصى وقت يمكن أن يمكثه المرء أمام التلفاز هو نحو ساعتين  يوميًّا، وهذا يتماشى مع التوصيات الحالية من الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال لأقصى قدر من الوقت لمكوثهم أمام التلفاز".
وأوضحت فيريرا، أنه "المكوث أكثر من ذلك، يساعد على ظهور الآثار السلبية للجلوس أمام التلفاز، فلا يبدو أن الأمر يقتصر على عدم  ممارسة التمارين الرياضية"، مشيرة إلى أن "الشيء المضحك، هو أنك حتى لو كنت تمارس النشاط البدني، فإن ذلك لا يعمل على تصحيح وتصويب الآثار السيئة الناتجة من المكوث فترة طويلة أمام التلفاز".
وأشارت إلى "ضرورة أن تكون نشيطًا، وفوق ذلك، لا تقضي أكثر من ساعتين أمام التلفزيون، أو الكمبيوتر المكتبي، أو المحمول في اليوم الواحد".
وقال أستاذ الصحة العامة في جامعة إنديانا بلومنجتون، لرويترز هيلث، جويل ستاجير، إن "الذين يُعانون من تصلب الشرايين، لن يواجهوا مشاكل صحية فورية، ولكن سترتفع لديهم مخاطر الإصابة بالأمراض في وقت لاحق"، متابعًا "لنكن صادقين بشأن هذا الإجراء، لاسيما أنه أكثر مجموعة تسبب مشاكل في المستقبل، أو بعبارة أخرى، أنه بمثابة تنبؤ بمرض القلب والأوعية الدموية في النهاية".