مخيم اليرموك في العاصمة السورية دمشق

أفتى خطيب مسجد "فلسطين" في مخيم اليرموك، في العاصمة السورية دمشق، بجواز أكل لحم القطط والكلاب في المخيم، بسب نفاذ المواد الغذائية. وأكد الناشطون من داخل مخيم اليرموك، أن الفتوى تأتي بعد حصارٍ محكمٍ مستمر منذ قرابة التسعين يومًا، موضحين أنه "داخل المخيم لا شيء يؤكل، حيث أطبقت الحكومة على كل المعابر والمداخل إلى المخيم، وفشلت محاولات عديدة قام بها ناشطون لإنقاذ المخيم من الجوع، وحتى تلك التي يتم بها شراء الحواجز، حيث اعتقل العديد من الناشطين، أثناء عمليات إدخال المواد الغذائية، على الرغم من دفعهم الرشاوى لحواجز الحكومة". ولا يجد من بقي في المخيم أي شيءٍ يؤكل، ما دفع رجال الدين إلى اتخاذ القرار بـ"جواز أكل لحم القطط والكلاب"، فالناس تتضور جوعاً، كما يقول أحد الناشطين من داخل المخيم، والذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "ذلك يأتي في ضوء أن المقبل ربما سيكون أسوأ، مع ازدياد وتيرة الاشتباكات، وتوارد أنباء عن إمكان دخول لواء أبو الفضل العباس، وميليشيا حزب الله إلى المخيم، بغية السيطرة على جنوب دمشق".
ولم تستطع أم فراس، وهي سيدة في الخمسين من عمرها، من الخروج من المخيم، وتتساءل في حشرة وتقول "أنا لا أملك أي شيء، ليس لدي معيل بعد وفاة زوجي، واعتقال أولادي الاثنين، لا يمكنني المبيت في الحدائق أنا وبناتي، لكننا نتضور جوعاً، كان لدينا بعض البرغل والرز لكنها نفذت تماماً، ولا أحد يلتفت لإدخال الطعام إلينا وكسر الحصار".
ويؤكد ناشط ميداني من داخل المخيم أنه "ليس الغذاء وحده ممنوع عن المخيم، وإنما أيضاً الدواء، حيث لا يجد الأطباء أدوية الالتهاب للجروح والإصابات، ما يدفعهم إلى استمرار فركها بالأملاح، حتى لا يتراكم القيح والعفن، ودائماً لا مناص من البتر، بسبب عدم توافر الدواء"، موضحًا أن "حصار المخيم يختلف كثيراً عن حصار الغوطتين، حيث لا يوجد زراعة يمكن أن تبقينا على قيد الحياة، ففي المعضمية والغوطة الشرقية، حمتهم المنتجات الزراعية من الجوع الشديد، وصمدوا لمدة أشهر، لكن لا يمكن للمخيم الصمود أكثر من ذلك، فليس فيه مواد، وما دخل إلى المخيم أسعاره أربعة أضعاف عن ما هو في الخارج، بسبب التكاليف العالية لإدخاله، فالناس اليوم ستسير على فتوى الشيخ، وحقاً ستأكل لحم القطط والكلاب، حيث لا سبيل أمامهم".