لندن ـ سامر شهاب
أكد عدد من الخبراء أن "رئيس الوزراء البريطاني، طوني بلير، والراحلة الليدي تاتشر، كان بينهما عامل مشترك غير السياسة البريطانية، وهو الغرور، الذي كان يظهر في طريقة حديثهما خلال عمل كلٍّ منهما في الوزارة"، موضحين أنه "أن عددًا من الوزراء يعانون من اضطراب في الشخصية، والمعروفة باسم
متلازمة الغطرسة، وذلك أثناء وجودهم في السلطة".
وقد اكتشف الباحثون في سانت جورج، جامعة لندن، أن "هذا التغيير في الشخصية انعكس على استخدام كلٍّ من بلير وتاتشر في اللغة"، مشيرين إلى أن "الغطرسة ترافق عادة فقدان الاتصال بالواقع والمبالغة في تقدير الكفاءة، والإنجازات أو القدرات" .
ويحدث ذلك بسب الزيادة في الثقة بالنفس، والتهور، وازدراء الآخرين، ويتم التعرف عليه بشكل خاص في الموضوعات التي تتحكم فيها قوة كبيرة .
وقد تم وصف أربعة عشر عرضًا لمتلازمة الغطرسة، والذين يظهر عليهم ثلاثة أعراض منها على الأقل، يمكن تشخيص حالتهم بهذا الاضطراب.
وقام الباحثون في سانت جورج، جامعة لندن، بالبحث عن أدلة على بعض من هذه الميزات في اللغة المستخدمة من قِبل ثلاثة رؤساء وزراء لبريطانيا، وهم؛ مارغريت تاتشر، وطوني بلير، وجون ميجور، عن طريق فحص عينات من اللغة الخطابية المأخوذة من أسئلة رئيس الوزراء.
وأعتقد الباحثون أن "الاستخدام المتكرر لكلمات أو عبارات معينة، مثل "متأكد"، و"بعض"، و "ثقة"، أو الضمائر الشخصية، مثل: "أنا" أو "الأنا"، بالإضافة إلى الإشارات إلى الله أو التاريخ، قد تظهر خلال فترات "الغطرسة".
ووجد الباحثون أن "أنا" و "لي"، وكلمة "بالتأكيد"، كانت من بين أقوى الارتباطات الإيجابية على مر الزمن في خطاب طوني بلير.
كما أن هناك زيادة ملحوظة في استخدام بلير لكلمة "مهمة" أيضًا خلال فترته في الوزارة، كما تضمنت الكلمات والعبارات التي أصبحت أكثر تواترًا مع الوقت في خطب السيدة تاتشر، وطوني بلير، عبارة "نحن سوف"، بينما العبارات التي شملت تقلص كلمة "المسئولية".
ووجد الباحثون أيضًا، أن "اللغة أصبحت أكثر تعقيدًا وأقل قابلية للتنبؤ خلال فترات الغطرسة" ، وعلى سبيل المثال، فإن لغة تاتشر أصبحت أكثر تعقيدًا في نهاية فترة ولايتها، وذلك عندما تتسبب قراراتها وأحكامها في فتح انقسامات عميقة داخل حزبها، وحدث الشيء نفسه في خطاب طوني بلير خلال الفترة التي تسبق غزو العراق .
هذه الأنماط اللغوية لم تنعكس على لغة جون ميجور، وبالنسبة لكلمة "نحن" مقابل "أنا"، كانت في الواقع أعلى، طوال مدة كلٍّ من: تاتشر، وبلير، مما كانت عليه في وقت ميجور، وهذا العمل يُبيِّن لنا أن اللغة يُمكن أن تعكس التغيير الذي يحدث في الشخصية