ضرورة المشورة الطبية

وجد الاستطلاع البريطاني، الذي قامت به الوكالة الدولية للرقابة الصحية، أن الكثير من هؤلاء الذين سعوا أخيرًا للمشورة الطبية المناسبة كانوا محظوظين، حيث بيَّن أن أربعة من كل عشرة أشخاص اعترفوا بتأجيل الذهاب إلى الأطباء، و أكثر من نصف هؤلاء قالوا أنهم استخدموا الإنترنت عوضًا عن ذلك. وأوضحت مدير التوعية العامة في مؤسسة "إنفورميشن ستاندرد" آن روبنسون أنه "كان هناك معلومات صحية لا يمكن الاعتماد عليها على شبكة الإنترنت"، مشيرة إلى أن "الناس يؤخرون زيارة الطبيب لأسباب مختلفة، ولكن بغض النظر عن السبب، لدينا قلق من قيام الأشخاص بتشخيص وعلاج أنفسهم ذاتيًا، المعلومات الصحية، على المواقع الإلكترونية، لا يمكن الاعتماد عليها، ويمكن أن يكون لها تأثير ضار على صحتهم"، لافتة إلى أنه "إذا كان الناس يبحثون عن المعلومات الصحية، ينبغي أن يتأكدوا من أنها جديرة بالثقة، حتى يتمكنوا من اتخاذ قرار مستنير تمامًا وآمن".
وقال 20% ممن شملهم الاستطلاع، الذي تموله حكومة المعلومات القياسية، أنهم "يبحثون عن مشورة  على شبكة الإنترنت، وببساطة شخصوا أمراضهم بأنفسهم"، وأكدوا أن "المعلومات، التي تقدمها منظمات الصحة والرعاية، تعتبر مصادر موثوقة للمعلومات، ويمكن الحصول عليها على الفور من المواقع والنشرات".
ووجدت الدراسة أن "هناك اختلاف في المواقف بين المرأة والرجل عند زيارة الطبيب، حيث أن 43% من السيدات يؤخرن زيارتهن للطبيب، مقارنة بـ 37% من الرجال"، وأضافت أن "النساء كن أيضًا أكثر احتمالاً للتوجه إلى شبكة الإنترنت، بغية الحصول على معلومات صحية"، في حين أظهرت أن "الرجال أكثر عرضة لتأجيل الذهاب إلى الطبيب لأنهم يعتقدون أن أعراضهم سوف تزول من تلقاء نفسها، وأن الذهاب للطبيب إضاعة لوقته، بينما اختارات النساء العلاج الذاتي، والتشخيص الذاتي".
وقالت الطبيبة لويز نيوسن من سوليهال "لقد سعى العديد من مرضاي للمشورة من أماكن أخرى قبل المجيء لرؤيتي، عندما قرأت المعلومات الصحية الموثوقة وجدتها مفيدة، كما أنهم قادرين على إجراء محادثة أكثر استنارة بشأن خيارات العلاج"، لافتة إلى أنه "مع ذلك، يمكن للتأخر في طلب المشورة، بسبب قلة المعلومات، أن يكون له آثار صحية خطيرة، ونصيحتي للمرضى هو التحقق دائمًا مما تقرأ، وهل هو شيء موثوق أم لا، وأسهل طريقة للقيام بذلك هي البحث عن المعلومات ذات علامة الجودة القياسية".