لندن ـ سامر شهاب
لندن ـ سامر شهاب أكَّدَت الأبحاث العلمية أن النساء المصابات بسرطان الثدي يحصُلن على فائدة كبيرة بعد التعرُّض للعلاج الإشعاعيّ لمدة ثلاثة أسابيع، تمامًا مثل الفائدة التي قد تنتج من التعرض له لمدة خمسة أسابيع وهي الفترة، التي تنصّ عليها المعايير الدولية. ويُعتَبر عدد الزيارات القليلة إلى المستشفى سببًا في تخفيف العبء الذي تُسبِّبه هذه الرحلات للمرضى، كما أن هذا النظام يخفِّض التكاليف على قطاع خدمات الصحة الوطنية، ويمهد الطريق للبحوث التي يمكن أن تُثبت أن تقليل العلاج الإشعاعيّ لأسبوع واحد قد يكون كافيًا. وتمّ اعتماد دورات العلاج القصيرة لـ 15 علاجًا من قِبل العديد من المستشفيات البريطانية في العام 2008، لكن ظلت هناك شكوك بشأن فوائدها على المدى الطويل. وأشارت أحدث الاكتشافات التي نُشرت في مجلة "لانسيت" لعلم الأورام، والمبنية على نتائج تجربة مدتها خمس سنوات من العلاج الإشعاعيّ على 4،500 سيدة بريطانية بعد جراحة إلى اكتشاف سرطان الثدي في وقت مبكّر. وأكَّدَت المتابعة التي استمرت عشر سنوات فوائد التجارب السابقة، بما في ذلك التحسن الطفيف المتوقع في البقاء على قيد الحياة بعد التعرُّض لدورات قصيرة من العلاج الإشعاعيّ. وتَبيَّن أن الدورات العلاجية القصيرة لها التأثير ذاته الذي تتركه الدورات الطويلة التي تنص عليها المعايير الدولية، ولكن مع ضرر أقلّ بكثير على الأنسجة السليمة. وقال أستاذ علم الأورام السريرية في معهد أبحاث السرطان (ICR ) وخبير استشاري في "رويال مارسدن"، جون يارنولد: "لقد أثبتنا بشكل قاطع أن دورات العلاج الإشعاعي القصيرة يمكن أن تكون أكثر فاعلية في علاج سرطان الثدي، ويُعتَبر العلاج القصير المدى هو الخيار الأفضل بالنسبة إلى المرضى". ويقوم الفريق نفسه الآن بتجربة جديدة للتحقق مما إذا كانت دورات العلاج الإشعاعي القصيرة يمكن أن تكون فعالة بشكل مؤكّد، وتضم التجربة 4 آلاف امرأة وتُسمّى "Fast-Forward". وستبدأ التجربة بمقارنة تعرُّض المرضى لدورة علاجية مكونة من 15 جرعة من العلاج الإشعاعي على مدى ثلاثة أسابيع بخمس جرعات قصيرة، خلال أسبوع واحد. وفي الوقت الحاضر يتم تقديم العلاج الإشعاعي لجميع النساء اللواتي خضعن لجراحة في الثدي، وهن حوالي 30 ألف سيدة سنويًا، حيث تتم إزالة الجزء المصاب بدلاً من الثدي كله. وتناولت أربعٌ من أصل خمس سيدات العلاج الذي يقتل أيّ خلايا سرطانية متبقية في الثدي. وقالت سالي غرين بروك من مؤسسة "Breakthrough Breast Cancer " الخيرية: "أصبحت العديد من المستشفيات في المملكة المتحدة تستخدم هذا النظام بالفعل". وتؤكد هذه الدراسة أن خدمات الصحة الوطنية توفّر أفضل رعاية ممكنة للمرضى في المملكة المتحدة.