مستشفى ديرب نجم في محافظة الشرقية

سادت ضجة كبرى عدد من المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي في مصر، مع الإعلان عن حادث صادم أسفر عن وفاة 3 مرضى وإصابة 33 آخرين، أثناء جلسة غسيل كلوي في مستشفى ديرب نجم في محافظة الشرقية، ليتحرك النائب العام المصري مع ممثلي الحكومة لتقصي الأمر، كما توجهت وزيرة الصحة هالة زايد بشكل سريع إلى موقع الحدث للمتابعة الميدانية.

بيان لمجلس الوزارء
ومن جانبه، أصدر رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي بيانًا قال فيه" أنَّه وجه بالتعامل الشديد والحازم مع المتسبب في الحادث، وتابع أن هناك رسالة واضحة كدولة وحكومة وهي محاسبة أي مخطئ وعلاج الخطأ وضمان عدم تكراره، مشيرًا إلى أنَّ هذا هو دور الحكومة لكي يشعر المواطن بأنه أهم أولوياتنا".

ووصف مدبولي الأجواء الحالية في مصر بأنَّها "تحدي كبير" وأن مجهودات الحكومة تتركز على كيفية خدمة المواطن وشعوره بأن هناك اختلاف في الفترة القادمة، موجهًا التعازي لأهالي الضحايا، لافتًا أنه سيتم اتخاذ الإجراءات بكل قوة وحزم ضد المتسبب في هذا الخطأ.

وأختتم مدبولي حديثه قائلًا" إن الموضوع سوف يتخذ فيه الإجراء فورًا ضد كل مسؤول مخطئ ولن نتستر على فاسد أو مهمل، قائلا: إننا تعمل على ملف الصحة لتحسينه، وأن مثل هذه الحوادث يهدم ما نعمله".

ووجهت غادة واليو، وزيرة التضامن الاجتماعي، بصرف ١٠ آلاف جنيه لكل متوفٍ في الحادث، وأرسلت بمعرفتها فريق الإغاثة في المديرية بالتوجه إلى مستشفى ديرب بالتنسيق مع الهلال الأحمر وفريق الضمان لحصر حالات الوفاة والإصابة، وعمل أبحاث اجتماعية لأسرهم، وتحديد نوع المساعدة الممكنة على الفور لهم ولأسرهم.

تحرك فوري
وأبدي المستشار نبيل صادق النائب العام المصري إنزعاجه مما تم تداوله بشأن عدم سلامة أجهزة طبية بأحد مستشفيات محافظة الشرقية، والتي أدت للحادث، كما أمر بانتقال فوري لفريق من أعضاء النيابة العامة، لإجراء المعاينة اللازمة لوحدة الغسيل الكلوي والتحفظ على الأجهزة والأدوات المستخدمة في عمليات الغسيل الكلوي، وسؤال المصابين وإجراء مناظرة للمتوفين، وندب الطب الشرعي لتشريح الجثامين لبيان سبب الوفاة وسؤال المختصين في مستشفى ديرب نجم العام.

وقررت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد فتح تحقيق عاجل بعد إغلاق مركز الغسيل الكلوي في المستشفى، ونقلت حرص رئيس الوزراء مصطفى مدبولي على تقصي الحقائق، لتستدعي بعدها قيادات المستشفى خلال زيارتها للتحقيق معهم.

ثلاثة جوانب

وأشارت الوزيرة إلى أنَّ التحقيقات تتم على 3 جوانب، أولها فني، والثاني إداري، والثالث طبي، وأنَّه تم تشكيل 3 فرق طبية لفحص الواقعة، الفريق الأول من قطاع الطب الوقائي في الوزارة، وسيسحب عينات من المياه، وممثلين عن صحة البيئة، والترصد، والفريق الثاني من قطاع الطب العلاجي في الوزارة ويضم مدير عام الكلي الصناعي وفريق متخصص، والثالث من "التفتيش الفني".

وحددت الوزيرة إسم "الشركة المصرية الدولية الهندسية" كمسؤولة عن وحدة الغسيل الكلوي في مستشفى ديرب نجم في محافظة الشرقية، وأنَّها تجري أعمال الصيانة لوحدة الغسيل الكلوي في المستشفى منذ التعاقد معها قبل 6 أشهر، وأنه للمرة الأولى تحدث مشاكل بعد إجراء الصيانة مباشرة.

استياء نيابي 
أكَّد رئيس لجنة الصحة في مجلس النواب المصري محمد العماري في تصريح خاص إلى موقع "مصر اليوم" أنَّ الواقعة لن يمر مرور الكرام ، مشددًا على أنَّ هناك متابعة برلمانية عن كثب لتفاصيل وتطورات الحدث، وأنَّ نواب محافظة الشرقية فتحوا قنوات اتصال عاجلة مع المسؤولين لتقصي الأمر.

وأضاف العماري أنَّ وقائع الإهمال الطبي كانت ولاتزال مثار حديث ونقاش ساخن تحت قبة البرلمان، وأنَّ النواب يحاصرون تلك الظواهر بأكبر قدر ممكن من التشريعات والأدوات الرقابية من أجل منعها ومكافحتها بشكل جذري.

واعتبرت النائبة شادية ثابت عضو لجنة الصحة الواقعة بمثابة "حدث جسيم" يتطلب إخطار رئيس البرلمان علي عبدالعال، بضرورة عقد جلسة للتحقيق والمتابعة بشكل رسمي، وأنَّ الشق الجنائي في المسألة متروك لأعضاء الجهات المختصة، ولكن هناك دور برلماني منوط بالنواب في هذه الحالة.

وشددت النائبة على ضرورة ترجمة توصيات لجنة الصحة بالبرلمان بخصوص الارتقاء بأحوال المستشفيات، وتوفير المعدات والمستلزمات السليمة المطلوبة، وتطوير مستوى الأطقم الطبية، وحذرت من مرور الحادث بشكل عابر وألّا يكون هناك إجراءات قوية بعده، سواء على مستوى المحاسبة أو تحسين مستوى المقرات الصحية، في القرى والمراكز تحديدًا.

تجمع عدد من الأهالي أمام المستشفى 

وساد غضب شديد محافظة الشرقية بعد وفاة 3 مواطنين صباح اليوم السبت، حيث تجمع عدد من الأهالي أمام المستشفى مطالبين بسرعة محاسبة المقصر والمتسبب في ذلك الإهمال الذي أودى بحياة هولاء المواطنين، حيث قال أحد المواطنين " إن المرضى توفوا نتيجة الإهمال وعدم المتابعة من رئيس القسم المختص بالغسيل الكلوي"، مضيفًا أن هناك حالات أخرى، تم نقلها إلى مستشفى الجامعة في محافظة الشرقية.

وقالت إحدى شهود العيان لـ"مصر اليوم" وهي من ذوي ضحايا جلسة الغسيل الكلوي في مستشفى ديرب نجم والمحتجزة في عناية مستشفى الزقازيق الجامعي" إنَّها كانت برفقة حماتها وتدعى "بلبل"، وفور جلوسها علي الكرسي بجهاز الغسيل الكلوي وبدء الجلسة، ظلت تصرخ هي والمرضي قائلين" مش شايفين"، ثم دخلت في غيبوبة، وبدأت الحالات تسقط علي الأرض".

وطالبت الشاهدة بضرورة فتح تحقيقات جادة في الأمر، وتحديد جهة التقصير، وإعمال المحاسبة والردع، وذلك منعا لتكرر الحالات الكارثية مستقبلًا، يخاصة أنَّ أحوال المستشفيات والمعاهد الصحية متدنية وفي احتياج ماس إلى مزيد من الرعاية الحكومية.