واشنطن - تونس اليوم
لقرون عديدة، استخدم سكان دول البلطيق العنبر القديم للأغراض الطبية، وحتى اليوم يُعطى الأطفال قلادات من العنبر يمضغونها لتخفيف آلام التسنين، ويضع الناس العنبر المسحوق في المراهم لخصائصه المزعومة المضادة للالتهابات والمضادة للعدوى.لكن الآن حدد العلماء المركبات التي تساعد في تفسير التأثيرات العلاجية لعنبر البلطيق التي يمكن أن تؤدي إلى أدوية جديدة لمكافحة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وقدمت النتائج، أول من أمس، في اجتماع الربيع لـ«الجمعية الكيميائية الأميركية».
وتسجل الولايات المتحدة كل عام 2.8 مليون إصابة على الأقل بعدوى مقاومة للمضادات الحيوية، مما يؤدي إلى وفاة 35 ألف شخص، وفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وتقول إليزابيث أمبروز، الباحثة الرئيسية بالمشروع في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجمعية الكيميائية الأميركية: «علمنا من الأبحاث السابقة أن هناك مواد في عنبر البلطيق قد تؤدي إلى مضادات حيوية جديدة، لكن لم تُكتشف بشكل منهجي، لقد استخرجنا الآن وحددنا عدداً من المركبات الموجودة به، التي تُظهر نشاطاً ضد البكتيريا إيجابية الجرام، المقاومة للمضادات الحيوية».
ونبع اهتمام أمبروز في الأصل من تراثها البلطيقي، وفي أثناء زيارتها للعائلة في ليتوانيا، جمعت عينات من العنبر وسمعت قصصاً عن استخداماتها الطبية.
وتحتوي منطقة بحر البلطيق على أكبر مخزون في العالم من هذه المادة، وهو عبارة عن راتينغ (صمغ) متحجر تَشكّل منذ نحو 44 مليون سنة، وكانت تفرزه الأشجار الصنوبرية المنقرضة من لحائها عندما يجرحها جارح حتى تستطيع حماية نفسها من الأمراض.
وتعرّف الفريق البحثي على عشرات المركبات في عنبر البلطيق، وكان أهمها حمض أبيتيك، وحمض ديهيدروأبيتيك، وحمض بلوستريك، والكربون 20. وكان أهم اكتشاف هو أن هذه المركبات نشطة ضد البكتيريا موجبة الجرام، مثل سلالات معينة من المكورات العنقودية الذهبية.
وتقول أمبروز: «نحن متحمسون للمضي قدماً في تحقيق هذه النتائج، حيث يمكن أن تكون هذه المركبات ومشتقاتها مصدراً غير مستغل للأدوية الجديدة، خصوصاً لعلاج الالتهابات التي تسببها البكتيريا موجبة الجرام، التي أصبحت مقاومة بشكل متزايد للمضادات الحيوية المعروفة».
قد يهمك ايضا
وزير الصحة التونسي يوضح الوضع الوبائي في تحسن
هذه مواعيد جلب التلاقيح ضد فيروس كورونا إلى تونس حسب نوعيتها