جنيف - العرب اليوم
أثبت باحثون سويسريون، لأول مرة، أن الدماغ متورط في تطوير حالة قلبية تسمى "اعتلال تاكوتسيبو"، أو كما تعرف بـ "متلازمة القلب المكسور"، تنتج عن مناطق في الدماغ مسؤولة عن معالجة المشاعر والتحكم في أفعال الجسم اللاإرادية، مثل ضربات القلب والتنفس والهضم، لا تتواصل مع بعضها البعض كما في الأشخاص الأصحاء.
وتقول الدراسة التي نشرت في مجلة "European Heart Journal"، إنه على الرغم من أنه في هذه المرحلة، لا يمكن إثبات أن وظائف الدماغ المخفّضة تتسبب في الإصابة بمتلازمة القلب المكسور، إلا أن النتائج تشير إلى أن التغييرات الواقعة في الجهاز العصبي المركزي قد تكون جزءا من الآلية المعنية بالإصابة بهذا الاعتلال، لارتباطها بالاستجابة لمحفزات الضغط أو العاطفة.
وأشار الباحثون إلى أن استجابة العقل للإجهاد تلعب دورا هاما في الإصابة بمتلازمة القلب المكسور، وهي حالة نادرة وغير عادية يصاب فيها القلب بالضعف والفشل بشكل مفاجئ، وتحدث في كثير من الأحيان بعد التعرض لصدمة أو حدث عاطفي مثل فقد الحبيب.
أقرأ ايضَا:
أوّل بصيص أمل لعلاج مرض الباركنسون في لندن
وتختلف الإصابة بمتلازمة القلب المكسور عن النوبة القلبية التي يسببها انسداد الأوعية الدموية، ولكن لهما أعراض متشابهة بما في ذلك ضيق التنفس وألم في الصدر. وقد يؤثر "اعتلال تاكوتسيبو" على عضلة القلب لمدة أيام أو أسابيع أو أشهر، وبالنسبة للبعض، فقد يكون مميتا.
وما يزال السبب الحقيقي وراء الإصابة بهذه الحالة غير معروف، لكن الخبراء يعتقدون أنها ترتبط بمستويات مرتفعة من هرمونات التوتر، مثل الأدرينالين. ونظرت الدكتورة، يلينا غادري، وزملاؤها في مستشفى جامعة زيوريخ، إلى ما كان يحدث في أدمغة 15 مريضا يعانون من متلازمة القلب المكسور.
وأظهرت فحوصات الدماغ وجود اختلافات ملحوظة مقارنة مع فحوصات 39 مشاركا يتمتعون بصحة جيدة. وكان هناك اتصال أقل بين مناطق الدماغ المعنية بالتحكم في العواطف واستجابات الجسم اللاواعية أو التلقائية، وهذه المناطق الدماغية هي التي يعتقد أنها تتحكم في استجاباتنا للإجهاد.
وتشير الدكتورة غادري إلى أن "معالجة العواطف تتم في الدماغ، لذلك فمن الممكن تصور أن المرض نشأ في الدماغ بطريقة تؤثر على القلب".
وما يزال المسار الدقيق غير مفهوم تماما، لذا يتوجب عمل المزيد من الدراسات، حيث أن فحوصات أدمغة المرضى لم تشمل الفترة السابقة للإصابة بمتلازمة القلب المكسور، لذلك لا يستطيع الباحثون تحديد ما إذا كان الاتصال المنخفض بين مناطق الدماغ بسبب الإصابة بالاعتلال أو أن العلاقة بينهما عكسية.
وقد يهمك أيضَا:
دراسة أسترالية حديثة تؤكّد أن "نوبات الشخير" تُضعف الذاكرة
فتح "الأوعية الدموية" في الدماغ قد تنقذ ذكريات مرضى "ألزهايمر"