الرجال وأطفالهم

تتحمل المرأة جميع الأعمال الشاقة عندما يتعلق الأمر بإنجاب الأطفال، بداية من نمو الجنين بداخلها لمدة تسعة أشهر، وولادته ودفعه إلى خارج جسدها، إلى رضاعته بحليب صدرها لتغذيته في أشهر عمره الأولى، في حين أن الرجل لا يقوم بأي دور في هذه المراحل المراقبة من بعيد.

ولكن قريبًا سيكون هناك طريقة جديدة تمكن الرجل من الانخراط بشكل أكبر في تلك العملية، وذلك بفضل مجموعة العقاقير تم تطويرها بواسطة طالبة جامعية من لندن.

ماري كلير سبرينغهام، وهي طالبة في تصميم المنتجات في جامعة سنترال سانت مارتن في انجلترا، والتي طورت مجموعة من العقاقير والتي تضيف مجموعة من الهرمونات الثورية التي تسمح للرجال إرضاع الأطفال طبيعيًا.

الفكرة وراء هذا المنتج هو أن يكون الآباء قادرين على مساعدة الأمهات الذين يكافحون من أجل إرضاع أطفالهن حديث الولادة.

وتشمل العملية تناول الرجل لمزيج من العقاقير طوال فترة حمل زوجته، حتى تنمو قنوات الحليب في الوقت المناسب للولادة، ويعقب ذلك تناول دواء دومبيريدون الذي يعطى غالباً للأمهات اللواتي يعانين من صعوبات في الرضاعة الطبيعية لأنه يشجع إنتاج البرولاكتين، وهو هرمون يساعد جسم المرأة على انتاج الحليب.

وعلى الرغم من أن عملية التطوير ما زالت في المراحل الأولية ولم تختبر بعد، تقول الباحثة ماري-كلير سبرينغهام، إن آثار الهرمونات الجانبية ستشمل (على الأرجح) نمو أثداء الرجال قليلا.

الهرمون الرئيسي هو البروجستين ، وهو شكل من أشكال هرمون البروجسترون الأنثوي الذي يساعد على تحفيز إنتاج الغدد المنتجة للحليب.

ولكن، يجب على الرجال استخدام مضخة تساعد على إطلاق الحليب، والتي غالبا ما تُستخدم من قبل النساء اللاتي يكافحن من أجل تحفيز الحليب على الخروج أثناء الرضاعة الطبيعية.

وتأمل ماري كلير أن تساعد فكرتها على مشاركة الآباء لللأمهات في تربية أطفالهم، وتعتقد أن المجموعة يمكن أن تكون متاحة في غضون خمس سنوات.

ولكن من المحتمل ألا يظهر المنتج، حيث حث الأطباء على توخي الحذر، حيث لا يوجد دليل على أن الرجال يستطيعون حتى إنتاج قنوات الحليب، كما أنهم ليسوا متأكدين من تأثير الهرمونات على جسم الرجال، وبدلاً من ذلك اقترحوا طرقًا أخرى يمكن أن يساعد بها الرجال  بمشاركة زوجاتهم في الشهر الأول من حياة الطفل، مثل تغيير حفاضته او الاستحمام.

وفي حديثها مع "ذا صن"، قالت سبرينغهام البالغة من العمر 24 عاما: "يبدو الأمر غير عادي، ولكن النساء يستخدمن الهرمونات لتغيير أجسادهن منذ أن طُورت حبوب منع الحمل. والعديد منهن يكافحن من أجل الرضاعة الطبيعية، وهذه أداة جديدة للتعاطف، حتى يتمكن الشريك الذكر من مساعدة زوجته بطريقة مفيدة وداعمة حقا".

وأوضحت: "ينتج هذان العقاران معا ثلاثة من الهرمونات الأربعة اللازمة لإنتاج الحليب، آخرها هو الأوكسيتوسين".

وجاءت المجموعة في المرتبة الأولى من قائمة مختصرة تضم 18 منتجا في حفل توزيع جوائز التصميم الافتتاحية المعنوية (Meaning-Centred Design Awards). وتهدف هذه الجوائز إلى الاحتفاء بالتصاميم التي تلهم التغيير الثقافي.