كيث غاد مع ابنه أندرو وحفيدتي ديزي وجورجيا وصديقة أندرو لوسي

 كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي الذي يستخدم لعلاج مرضى السرطان، يمكن أن يؤدي للوفاة المبكرة، وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن مزارعا يدعى كيث غاد في غرب ساسكس في المملكة المتحدة، خضع لعملية جراحية كبرى لإزالة ورم كبير من أمعائه العام الماضي، وكانت العملية ناجحة بالكامل وأظهرت الأشعة أنه خالٍ من السرطان وكان يستعيد لياقته البدنية سريعا وقادرا على السير لأميال وحمل بالة من القش.

وتمتع هو وابنته لويز وصهر زوجها وأصغر حفيدة ديزي بنزهة صيفية على أرضه بالقرب من بيتورث. بعد ذلك، سارع إلى الالتقاء بزوجته باميلا وأصدقائه من مجموعة المشي الخاصة بهم لتناول الشاي والكعك بعد الظهر، وبعد ما يزيد قليلا على خمسة أسابيع في 2017، توفي غاد ذو 73 عاما ليس بسبب الورم، لكن من الآثار الجانبية لأقراص العلاج الكيميائي التي كانت يتناولها لتقليل فرص عودة السرطان.

وتعني الحالة الوراثية غير المؤذية أن كبده لم ينتج إنزيما يسمى ديهيدروبيريميدين ديهيدروجينيز أو DPD، وهكذا لم يستطع معالجة الدواء الكيماوي، المسمى capecitabine ويصاب بنقص هذا الإنزيم ما بين خمسة إلى ثمانية في المائة من السكان في بريطانيا، لكن من خلال اختبار دم بسيط، والذي لم يتم عرضه على السيد غاد، كان من الممكن اكتشاف الأمر، قبل أن تصبح الأقراص التي توصف لمعظم المرضى، سما مميتا.

يمكن أن يساعد إنزيم DPD في عملية الهضم، لكن الخبراء يقولون إن معظم الأشخاص الذين يعانون من عجز DPD ليس لديهم أي أعراض ولن يعرفوا أبدا ما لم يحتاجوا إلى (capecitabine أو 5FU (fluoropyrimidine، وهو نوع من الحقن الوريدي لنفس الدواء، إن أدوية العلاج الكيميائي هي مواد كيميائية سامة تساعد على قتل الخلايا السرطانية، لكن في أجسام معظم الناس يتم تكسيرها بسرعة بواسطة الكبد لكن مع شخص يعاني من نقص في إنزيم DPD فإن هذا لا يحدث بسهولة، لذا يمكن حتى للجرعة الصغيرة أن تكون لها عواقب وخيمة.

قدّم الأطباء تقارير عن 871 حالة من "التفاعلات الدوائية الضارة الخطيرة" و233 حالة وفاة، وكلها ناتجة عن الكابتسيدابين فقط وذلك منذ عام 2000، وبموجب نظام المراقبة الرسمي التابع إلى منظمة الصحة والدواء للرعاية الصحية البريطانية، والآن، فإن كبار المتخصصين في مجال السرطان والمرضى والطبيب الشرعي الذي أشار إلى الأمر بعد وفاة السيد غاد يدعون إلى اختبار روتيني لمعرفة وجود الإنزيم من عدمه، وتقول عائلة كيث إنه لم يتم تحذيره من التهديد المحتمل لحياته.

بدأ كيث لأول مرة أخذ capecitabine يوم 29 يونيو/ جزيران من العام الماضي. على مدى 5 أيام، تدهورت حالته الصحية قبل أن ينصح أطباؤه في مستشفى سانت ريتشارد في تشيتشيستر بالتوقف عن تناول الأقراص، وبعد ستة أيام، في 8 يوليو/ تموز، أُعيد دخوله إلى المستشفى، وبعد يومين من وضعه في قسم العناية المركزة في مستشفى بورتسموث توفي.

تعدّ أورام الأمعاء رابع أكثر أنواع السرطان شيوعا في بريطانيا، وثاني أكبر مرض سرطان انتشارا، ويقول الدكتور روب جلين جونز، المستشار الطبي لدى منظمة "بيلل سِكير" في المملكة المتحدة، ومستشار في مركز ماونت فيرنون للسرطان في هيرتفوردشاير: "أتوقع بأن يتلقى ما بين 7.000 و10.000 مريض capecitabine لسرطان الأمعاء في بريطانيا كل عام".

ويضيف أن واحدا من كل 200 من هؤلاء يموت من الآثار الجانبية لحبوب capecitabine.