لندن - سامر شهاب
أكدت دراسة علمية جديدة، أن التصدي لتغير المناخ عملية من شأنها إنقاذ ملايين الأرواح سنويًّا بحلول نهاية القرن الجاري، وذلك من خلال انخفاض تلوث الهواء. وأوضحت الدراسة، "أن العلماء من جميع أنحاء العالم يجتمعون في ستوكهولم للتوصل إلى التفاصيل النهائية لتقييم المعالم في علم المناخ"، ومن المقرر أن يتم إطلاق التقرير النهائي الجمعة الموافق 27 أيلول/سبتمبر، وسيحدد توقعات واسعة النطاق لآثار ظاهرة الاحتباس الحراري، مثل: الجفاف، والفيضانات، وارتفاع مستوى سطح البحر .
وتشير الدراسة إلى أن "فوائد تخفيض نسبة تلوث الهواء الناتج عن استخدام الوقود الأحفوري تعتبر وحدها مهمة وكبيرة، حتى من دون التأثيرات المناخية الأخرى، مثل الطقس، الأكثر تطرفًا، أو ارتفاع مستوى سطح البحر" .
وقال الأستاذ في جامعة كارولينا الشمالية في تشابل هيل، جيسون ويست، والذي نشرت أعماله في Nature Climate Change "من اللافت للنظر جدًّا أن تجد أسباب صحية لمكافحة تغير المناخ".
وقارن فريق ويست بين مستقبلين، أحدهما تستقر به نسبة التخلص من آثار تغير المناخ عن طريق خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، والآخر لم يتم فيه كبح هذه الانبعاثات.
ووجد الباحثون أن "هناك ما بين 300 إلى 700 ألف حالة وفاة مبكرة سنويًّا، يمكن تجنبها في العام 2030، وقد تصل إلى ما بين 800 ألف إلى 1.8 مليون في العام 2050، و3 ملايين في العام 2100، ومن المتوقع أن تبلغ ذروتها ما بين 9 إلى 10 مليارات من سكان العالم .
وأضاف الباحثون، أن "النتيجة الرئيسية تمثلت في أن قيمة الفوائد الصحية الناتجة عن خفض طن من انبعاثات CO2 كانت من 50 إلى 380 دولارًا، وهي أكبر من التكلفة المتوقعة لخفض الكربون في العقود القليلة المقبلة، أما الفوائد لا تتحقق من تخفيض CO2 في حد ذاته، ولكن بسبب الملوثات المرتبطة من حرق الوقود الأحفوري" .
وأشاروا إلى أنه "من الممكن الحد من الملوثات في انبعاثات الوقود الأحفوري بثمن بخس دون الاعتماد على مصادر الطاقة منخفضة الكربون، على سبيل المثال: أجهزة غسل الغاز في محطات الفحم، والتي تعمل على إزالة أكاسيد النيتروجين والكبريت، أو عن طريق تحويل السيارات من الديزل إلى البنزين، ولكن اللافت للنظر أن قيمة الفوائد الصحية تفوق تكاليف الحد من الانبعاثات الكربونية" .
وأوضحوا أن "الفوائد كبيرة ولاسيما في الصين وشرق آسيا، حيث تقدر قيمة التحسينات الصحية ما بين 10 إلى 70 أضعاف تكلفة تخفيض الانبعاثات، أما الفوائد في أميركا الشمالية وأوروبا، لا تزال مرتفعة جدًّا، ولكن في شرق آسيا لديك كثافة سكانية عالية جدًّا تتعرض لهواء سيئ وملوث للغاية، لذلك هناك الكثير من الفرص للتحسن هناك".
وأكدوا أنه "على عكس الدراسات السابقة، والتي تميل إلى التركيز على بلدان أو مناطق معينة، أخذت الدراسة الجديدة منظورًا عالميًّا"، مشيرين إلى أن "تلوث الهواء لا يتوقف عند الحدود، فإذا قامت الصين بتقليل هذه الانبعاثات الملوثة، سيستفيد أيضًا من خارج الحدود الصينية، حيث يسافر التلوث عبر المحيط الهادئ أو باتجاه جنوب شرق آسيا".
وبشأن الفرق الرئيسي الآخر لهذا التصدي، أوضحوا أن "الزيادة السكانية في المستقبل، وطول العمر المتزايد للأشخاص، يعني أنهم أكثر عرضة للتأثر بالأمراض القلبية، بدلًا من الموت في مراحل الشباب من الأمراض المُعدِية، وتجنب تقديرات الوفيات المبكرة"، مشيرين إلى أنه "هناك نمو في نسبة الفوائد الاقتصادية؛ لعدم تعرض الأشخاص لتلوث الهواء، بالإضافة إلى مجموعة من التقييمات المستخدمة لحياة كل شخص، حيث تقوم وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة باستخدام قيمة 7 ملايين دولار، بينما يستخدم الاتحاد الأوروبي 2 مليون دولار".
توقعوا، أن "التقييم الواسع في التقرير، والمقرر تقديمه في 27 أيلول/سبتمبر الجاري، والمقدم من الفريق الحكومي الدولي المَعني بتغير المناخ، وهو الأول منذ العام 2007، سيلعب دورًا حاسمًا في المفاوضات الدولية الرامية إلى إيجاد اتفاق عالمي لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري في العام 2015".