نينا بلاكمور

المرأة التي قيل لها أنها ضخمة جدًّا لأَنْ تكون عارضة أزياء استطاعت إحياء مهنتها في عالم الموضة، إنها نينا بلاكمور، والتي يتجاوز طولها الـ5 أقدام، ويبلغ مقاسها الآن 18، حيث أعادت خلق مهنة ناجحة لها كعارضة ذات وزن زائد منذ تعافيها من اضطراب في الأكل وزيادة في الوزن. ووصل الأمر بها في بعض الأحيان إلى أكل تفاحة واحدة فقط في اليوم، والتي تُعادل 80 سعرًا حراريًّا، وذلك في محاولة لتجويع نفسها لتصل إلى الحجم صفر، وعلى مدار سنوات قامت نينا، (35 عامًا)، من ولفرهامبتون، بتجويع نفسها على أمل بدء مسيرتها المهنية في صناعة الأزياء.
ولكن على الرغم مما فعلته بنفسها من تجويع أدى إلى مرضها إلا أن وكالة عارضات الأزياء التي أرادت الانضمام إليها أخبرتها أنها ضخمة جدًّا؛ لتنضم إليها، فقالت، "أردتُ أن أصبح عارضة أزياء بشدة، حتى أنني اعتقدت أن تجويع نفسي هو الخيار الوحيد، وكنت أعيش على تفاحة في اليوم، وأتمرن بكثافة".
وأضافت نينا، "شعري كان يتساقط، وكنت أبدو مروعة، كما بدأت صحتي في التدهور، وكان مزاجي متقلبًا للغاية، وكنتُ تعيسة كثيرًا"، متابعة "أمي كانت ترى كم أصبحت نحيلة، ولاسيما بعد ظهور الآثار السلبية بسبب اضطراب الأكل على جسدي، وذهبنا إلى الطبيب، ومن هناك تمت إحالتي إلى الطبيب المعالج".
وأخيرًا، وبعد معركة استمرت لسنوات طويلة، بدأت نينا تأكل بشكل صحيح مرة أخرى، وسمحتْ لوزنها بأن يزداد، وبدأتْ في استعادة الثقة لها، ومنذ ذلك الحين لم تنظر إلى الوراء، وعادت إلى جسدها بمنحنياته الطبيعية، وظلَّت تعمل في قسم العارضات الكبيرات الحجم في وكالة "فورد موديلز".
وهى ترفض الآن أن تزن نفسها كجزء من عملية الشفاء، وتشهد رواجًا في عملها في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مهام عمل في نيويورك والهند، وتعرض نينا لأسماء مثل: إيفانز، وإم أند إس، وهاوس أوف فريزر، وهارودز، فضلًا عن ماركات للأزياء الإيطالية، وتقوم بالعرض داخل العروض الحية وفى "الكتالوجات" الدعائية على حد سواء.
وتقول نينا، "أحاول فقط أن أظهر للناس أنهم لا يحتاج إلى أن يكون مقاسهم صفر؛ ليعملوا في مجال عرض الأزياء، فأنا الآن مقاسي 18، واستخدم وقتي لمساعدة الآخرين الذين يعانون من مرض فقدان الشهية لمواجهة معاركهم مع الغذاء"، مضيفة "أنا آكل الطعام الصحي، وأمارس التمارين الرياضية باعتدال، لم يعد هناك قيودًا؛ فأنا أتناول الأطعمة التي أحبها".
وأوضحت نينا، أنها "لا تشجع السِّمنة، وأنها فقط تريد أن تُبيِّن للنساء أنه يمكنهن أن يكنَّ سعيدات وجذابات، أيًّا كان حجمهن، فينبغي على المرأة ألا تشعر بأنها مضطرة؛ لأَنْ تكون نحيفة، فلابد أن نكون سعداء بشكلنا الطبيعي".
وتقول، "هناك حاجة إلى أن يكون هناك عارضات ذوي أجساد كبيرة ذات منحنيات في عالم الأزياء؛ لأنهنَّ يُمثلنَّ شريحة كبيرة من النساء العاديات".
وتعرَّضت نينا للكثير من النقد في الماضي، ولكنها قالت، إن "كل مَن لم يعش تجربتها ليس لديه الحق في الحُكم على حجمها أو وزنها، فأنا أحب حجمي كما هو، وليس لدي أي وقت لأية تعليقات سلبية بشأن العارضات الزائدات الحجم". ووقَّعت نينا حاليًا مع "دار هيوز"، الذي يروج للنساء ذوي الأجسام الكبيرة ذات المنحنيات.
وقال مدير "شيريل هيوز"، "لدينا عارضات يتمتعن بصحة جيدة، وأجسام  تتناسب بشكل جميل مع الكثير من النساء في الواقع، وهُنَّ جميلات ويبدونَّ رائعات أمام الكاميرا، ما الذي يحتاجه المجتمع ليكون أكثر واقعية؟".
وتابع، "بالنسبة لي هؤلاء النساء يُثبتنَّ أن كل امرأة يمكن أن تكون ذات صحة جيدة، وجذابة، بغض النظر عن حجمها، ومع ذلك، فإن الصحة واللياقة البدنية لهما أهمية قصوى، والمقاس صفر أمر غير مقبول كذلك فالمقاسات 14 ، 16 ، 18 مطلوبة، فنحن نشجع كل النساء على أن يُحببن أجسادهن".