كوني جلين

يصادف الجمعة 24 نيسان/أبريل يوم ثورة الموضة،  لإحياء ذكرى كارثة مصنع "رانا بلازا" للملابس في بنغلاديش عام 2013، حيث لقي 1134 شخص حتفهم عقب انهيار المصنع المكون من ثماني طوابق.

وتنتشر على موقع "يوتيوب" بالتزامن مع هذه الذكرى، ظاهرة تسمى بـ"ناقلي الموضة"، حيث يسجل رواد مواقع التواصل الاجتماعي والمدونين، تسجيلًا يعرض العناصر التي اشتروها أخيرًا، من شارع "هاي ستريت" في لندن بما في ذلك تفاصيل المنتج وسعره.

ويستغل البعض من "ناقلي الموضة" الأخلاقيين، هذه الظاهرة خصيصا عبر "يوتيوب"، لإطلاق حملة جديدة تحت هاشتاغ #haulternative، وتهدف إلى خلق المزيد من الشفافية حول صناعة الملابس، ولمطالبة الناس بالتساؤل حول من صنع ملابسهم، وكيف تم تصنيعها، وتوعي الناس بأهمية اقتناء الملابس المستدامة، والتوصل إلى طرق بديلة لتطوير أزياء مستدامة صديقة للإنسان والبيئة.

وتشارك في الحملة فتاة تدعى، كوني جلين، تبلغ من العمر 21 عامًا، وتدرس في السنة الثانية من الدراسات السينمائية في جامعة "ساسكس"، ولها قناة "يوتيوب" خاصة تحمل اسم "نودليريللا"، وتعمل على تحميل التسجيلات كل سبت وأربعاء لأفضل الملابس التي اقتنتها، ولها متابعين يصل عددهم إلى 60 ألف متابع، الذين يفضلون المزيج الرائع التي تقدمه من أغاني "ديزني"، وأصوات الكرتون، وألعاب الملابس اليابانية.

وتركت  كوني منذ عام وظيفتها بالدوام الجزئي في البحث المتخصص، لأن الأرباح التي جنتها من الإعلانات التي تعرض في بداية التسجيل، فاقت أجرها بكثير، كما تتميز بالكثير من الأنشطة الأخرى، فهي تعرض مثلاً أرائها وانطباعاتها بشأن البرامج التلفزيونية المقدمة للأطفال، كما أنها تحب الحديث عن كل شيء يتعلق بالموضة والجمال.

وتوضح كوني أن "الناس يفضلون التسجيلات الناقلة للموضة، وذلك يوم السبت قبل أن تتوجه في رحلة تسوق عبر محلات برجتون، وستنفق حوالي 200 جنيه إسترليني على رحلتها"، وانطلق آخر تسجيل لها في شباط/فبراير، حيث عرضت مجموعة من الملابس الأميركية التي تضم أروع التنانير ومجموعة من البلوزات القصيرة "التوب" والليجنز، والجوارب المثيرة للاهتمام، من متاجرها المفضلة.

وعلى الرغم من هوسها بكل الأشياء التي تتعلق بديزني، جلين هي من أحد ناقلين الموضة بوعي، بمعني أنها تفضل التسوق من الملابس الأميركية، لأنها تعرف جميع المصانع الأميركية، وكيفية تصنيعها للملابس، التي تضمنها أكثر من المحلات في شارع "هاي ستريت".

وأصبحت في نهاية آذار/مارس من رواد حملة #haulternative، عندما بثّت تسجيلًا "ناقلًا للموضة" يضم بعض الملابس المفضلة التي اشترتها من محلات الملابس في برايتون، لإظهار أن هناك طريقة مختلفة للتسوق، بمعنى أنه لا يجب اقتناء  الملابس الرخيصة من "هاي ستريت"، ولكن الأهم من ذلك الوعي بطريقة تصنيع الملابس بحيث تكون صديقة للبيئة وللإنسان.

وسيكون هناك عرض خاص لفيلم وثائقي في لندن من إخراج اندرو مورغان، سيتناول الحديث عن الكلفة البشرية والبيئية لصناعة الأزياء، كما سيتحدث عن تأثير الفتيات "ناقلات الموضة، فهن من وجهة نظره لا يشكلن أي مشكلة، فالقضية أكبر من ذلك بكثير، إنهن يشكلن النتيجة النهائية لنظام مبني على الاستهلاك الشامل، وآثار ثقافة الحصول على المزيد من الأشياء الرخيصة، فهو اتجاه يخلق أشخاص ماديين للغاية، ولا يعيرون أي اهتمام للقيمة الإنسانية والصحية.

وأصبحت مقاطع الإنترنت التي تعبر عن  "نقل الموضة" غريبة وغامضة، وانطلقت لأول مرة في عام 2005، تظهر فتاة تشارك متابعيها، الأشياء التي اقتنتها، وتمتعت حينها بشعبية متزايدة، وصلت إلى 75.8 مليون اقتراح ومشاركة.

وتمكنت العديد من التسجيلات من جذب الملايين من وجهات النظر لملكة الـ"يوتيوب" زويلا صاحبة التسجيلات التي يستمر كلا منها لمدة 16 دقيقة، والتي تبرز أجمل ما اقتنته من محلات شارع "هاي ستريت"، من مختلف الأقراط والخواتم، والسراويل المزركشة، والأحذية السترابي، واللينجز، والسترات وغيرها.

واستطاعت هذه التسجيلات أن تؤثر بشكل كبير على أذواق المراهقين، الذين يفضلون مشاهدة مقاطع "يوتيوب" عوضًا عن مجلات الموضة، لأن مقاطع الموضة سريعة للغاية، وتتضمن أسهل الطرق لشراء الأزياء الرخيصة بإجمالي مبلغ 50 جنيه إسترليني، مثل مقاطع "بريمارك".

 

ويلجأ المراهق إلى اقتناء التيشيرت مثلًا، بسعر 2 جنيه إسترليني، دون أن يعي قيمة هذا المنتج، ولذلك قد تفسد هذه المقاطع الذوق العام للمراهقين، الذين يستمتعون بالتسوق بحوالي 20 جنيه إسترليني، ويسعون وراء الأزياء الرخيصة دون إدراك المادة الرخيصة الضارة التي يصنع منها الملبس.