عودة ازدهار صناعة الأزياء في مصر

مثلما هيمنت صناعة المنسوجات المصرية في فترة من الزمن، فقد كان سحر الموسيقيين المصريين مسيطر على المشهد الموسيقى العربي، كما هيمن نجوم الأفلام المصريين على أنحاء المنطقة.

فقديماً كان يقوم مصممو الأزياء في القاهرة، بتصميم أفضل عباءات للطبقة الثرية في المجتمع المحلى وكذلك الأمر للأثرياء.

وكشفت رئيسة تحرير مجلة "الموضة"، سوزان ثابت، عن أن صناعة الأزياء ازدهرت في مصر خلال فترة الأربعينات، حيث كانت تجارة القطن المصري في أوج ازدهارها، وكانت مصر تُصدر للعالم أجود أنواع القطن في العالم، ولكن ما إن قامت ثورة 1952 حتى بدأ التراجع. ومنذ ذلك الحين، فقدت مصر الكثير من بريقها الذي كان يعترف به الجميع في المنطقة، ولكن ما زالت مصر تملك مكانة كبيرة في المنطقة، فقد كانت القوة المهيمنة في المنطقة لفترة كبيرة. وباعتبارها واحدة من الدول العربية الأكثر سكاناً وواحدة من دول الشرق الأوسط التي لديها التنوع الاقتصادي، تحظى بتأثير ملموس في جميع أنحاء العالم.

ويعد السوق في مصر من عوامل جذب رجال الأعمال للاستثمار، خصوصًا وأن مصر تضم 90 مليون مستهلك من مستويات دخول متنوعة، في الوقت الذي يمكن فيه القول إن صناعة الأزياء في طريقها للصعود وليس التراجع. ويبدو أن المصممين المحليين والمصنعين يملكون التفاؤل، على الرغم من أن البلاد لا تزال على حافة الإفلاس فضلاً عن الكثير من المشاكل الاجتماعية والسياسية والدينية التي ما زالت دون حل.

وأعرب أحمد فريد، أحد تجار الأزياء المصريين، عن تفاؤله تجاه مستقبل صناعة الأزياء في مصر، لأن خلال فترة الثورة، كان لدى بعض الشركاء المحليين "ماركات" تجارية قائمة على غسيل الأموال، ولكن الآن، من هم ليسوا مهنيين لن يتمكنوا من الاستمرار.
على حد قوله ويتفاءل فريد وأقرانه، بأن الحكومة الجديدة ستكون قادرة على تغيير مسار الاقتصاد.
وأضافت المصممة المصرية ليلى نعمة الله، أن العمل كان صعباً للغاية أيام الثورة، وتضررت بعض الشركات وقررت الإغلاق وألغت طلبات التصدير، معبرة عن ثقتها في قدرة النظام الجديد على التغلب على الأزمة.

وعلى الرغم أن الاقتصاد المصري يشهد مرحلة تعافي صعبة، فإن المستثمرين يشيرون إلى أن الأسهم المصرية عادت إلى مستويات ما قبل الثورة. وطبقاً لمؤشر الثروة، فإن مصر لديها ثاني أكبر عدد من أصحاب الملايين في إفريقيا.