عرض الأزياء للعباءة العراقية في بغداد
بغداد ـ جعفر النصراوي
أقامت وزارة الثقافة العراقية في فندق بغداد، وسط العاصمة عرضا للأزياء بالتنسيق مع شركة فنية تحت عنوان "سحر العباءة العراقية" للمصمم الشاب سنان كامل، بحضور مجموعة من الشخصيات الثقافية والشبابية، وتمثيل خجول لوزارة الثقافة تمثل بعدد "قليل جداً" من مديري الأقسام فيها.
وقال المصمم سنان
كامل انه لم يكن واثقا من موافقة وزارة الثقافة العراقية على تنظيم عرض للأزياء، في خضم الوضع السياسي المتأزم وهيمنة قيم التشدد الديني والعشائري على المجتمع، مثلما لم يصدق ما حظي به المهرجان من حضور وتشجيع برغم المشاركة الرسمية "الخجولة".
واضاف كامل لـ"العرب اليوم" أن "مفاجأة العرض كانت جميلة لا سيما أن العرض جاء من ضمن فعاليات بغداد عاصمة الثقافة 2013 وفي فندق عريق يحمل اسم العاصمة وشهد الكثير من أحداثها".
واشار كامل الى أن "العراق يحتاج لنشر ثقافة عروض الأزياء مجدداً خصوصاً بعد الانغلاق الذي مر به البلد خلال العقود الماضية"، ويبين أن على "وزارة الثقافة أن تستثمر مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013 لنشر فكرة عروض الأزياء وتفعليها من جديد".
ويدعو كامل، إلى "استحداث مؤسسات ووكالات خاصة بتنظيم عروض الأزياء في البلاد لإبراز الزي العراقي ونشره في المنطقة العربية والعالم"، ويلفت إلى أن هناك "مشاكل ومعوقات كثيرة تحول دون تقديم عرض للأزياء في بغداد بسبب إندثار التقاليد الخاصة بذلك وقلة أو انعدام عارضات الأزياء والأهم الجو الذي يعيشه العراق وسيطرة الأحزاب الإسلامية المتشددة والأفكار القبلية على شريحة واسعة من المجتمع".
ويتابع مصمم الأزياء سنان كامل، أن "العرض ركز على العباءة العراقية لإبراز سحرها على المرأة لأنها من الأزياء البغدادية القديمة التي تحبها الفتاة العراقية"، ويؤكد أن "الفترة المقبلة ستشهد تقديم عروض خاصة بالعباءة العراقية في عدة دول عربية".
ويعرب كامل، عن أمله في "الاستمرار بتقديم عروض الأزياء المختلفة في العاصمة بغداد"، ويستدرك إن "سمحت الفرصة والأجواء العامة بذلك".
من جانبه وصف سلمان فاضل المدير المفوض للشركة الفنية العراقية المشاركة حفل عرض الأزياء بـ"الناجح "وقال ل "العرب اليوم " لم اتوقع أن يكون الحضور واسعاً وكبيراً كما حصل اليوم، ويؤكد أنه برغم "التمثيل البسيط جداً لوزارة الثقافة العراقية إلا أنها دعمت الشركة الفنية العراقية والمصمم سنان كامل لإقامة هذا الحفل".
واشار فاضل الى أن "أهم المعوقات والمشاكل التي واجهت الشركة خلال تنظيم هذا العرض تمثلت بقلة وجود عارضات أزياء محترفات مما اضطررنا إلى الاعتماد على فتيات لم يدخلن هذا المجال وتدريبهن بوقت قصير جداً لإنجاح العرض".
وأعربت عارضة الأزياء مروة الأمير عن تمنياتها أن يكون هذا العرض "بداية جديدة لاستمرار عروض الأزياء في العراق وانتشار ثقافة الموديل التي اختفت منذ سبعينات القرن الماضي".
واضافت الامير انا أعمل كمقدمة برامج في احدى القنوات المحلية لكنني وافقت على أن أكون عارضة أزياء"، إلى "الإيمان بفائدة مثل هذه الفعاليات في انعاش المجتمع بجرعات فنية وحياتية بعد ما اخذت الصراعات السياسية جزءاً كبيراً من حياة المواطنين".
وتذكر العارضة، أن "موضوع عرض سحر العباءة العراقية ركز على ثقافة العراق بعامة والمرأة البغدادية بخاصة"، مع ضرورة "التركز على الثقافة المحلية بين الحين والآخر بدلا من الانغماس في الصراعات السياسية التافهة".
غالبية المدعويين الذين حضروا العرض اعتبروا اقامته بحد ذاته يعد تحديا مؤكدين أن "إقامة عرض الأزياء في هذا الوقت بالتحديد يشكل خطوة جريئة جداً تحسب للقائمين عليه متمنين ان تشهد العاصمة عروضا اخرى بشكل متواصل
وكان مجلس الوزراء اصدر في وقت سابق قرارا يقضي بتأجيل مشروع النجف عاصمة للثقافة الإسلامية حتى عام 2020، وتحويل 40 مليار دينار من الموازنة المخصصة للمشروع إلى مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية عام 2013.
ويذكر أن منظمة اليونسكو اختارت عام 2011، بغداد عاصمة للثقافة العربية في العام 2013.