الفنان السوريّ جورج وسوف في مطار القاهرة

عاد الفنان السوري الكبير جورج وسوف إلى مصر مرة أخرى، بعد غياب تجاوز الثلاثة أعوام، وفي زيارة تعدُّ الأولى منذ إصابته بالجلطة الدماغيّة، التي أثّرت على أجزاء عدّة من جسده.
وتواجد جورج في القاهرة، بغية وضع اللّمسات الأخيرة، وعمل المونتاج، على حلقات برنامجه الجديد "قول يا ملك"، مع الإعلامي اللبناني نيشان، والذي ستذيعه أحدى القنوات الكبرى، في الأيام المقبلة، بعد أن تمَّ تصوير الحلقات بأكملها في استوديوهات بيروت.
واستمرت زيارة الفنان السوري أبو وديع إلى القاهرة لمدة 48 ساعة، وكان من أهم الشروط، التي وضعها نجله وديع، وإدارة أعماله، قبل الوصول إلى العاصمة، هي إبعاد الصحافيّين، ومراسلي القنوات الفضائيّة، عن مقابلته، وهو الأمر الذي استفز عددًا منهم، كما أغضبتهم طريقة تعامل المحطين بجورج لهم.
وبدأت الرحلة من مطار رفيق الحريري في بيروت، حيث استقل خلالها جورج طائرة "مصر الطيران"، والتقى على متنها مع عدد من الشخصيات العامة، والمحبة له، من بينهم الإعلاميّة اللبنانيّة رغدة شلهوب، التي جاءت إلى مصر بغية العمل لدى القناة الفضائيّة ذاتها، التي ستذيع برنامج جورج وسوف الجديد، فضلاً عن المطرب حكيم، الذي كان عائدًا إلى القاهرة عقب تصوير حلقة برنامج المواهب "شكلك مش غريب".
ولم يفارق الإعلامي نيشان الفنان خلال الرحلة، حيث ظلَّ بجواره، يلبي له كل احتياجاته، مع نجله وديع، لشعوره بأنّه تسبب له في إرهاق شديد، لاسيما لما تمثله الرحلة من صعوبة في هذا الجو الحار.
وأكّد شهود عيان أنَّ جورج كان يتكئ على عصى سوداء، أثناء صعود وهبوط درجات الطائرة، وهي العصى التي حاول أن يخفيها نجله وديع، عقب دخوله قاعة المطار، حتى لا يظهر المطرب السوري أمام جماهيره في حالة مرضه.
وكان الأمر الأغرب في الرحلة هة محاولة حكيم الالتصاق بجورج وسوف، في أي مكان يذهب له، بل أنَّ حكيم كان يظهر كحارس شخصي، يمنع الجماهير والصحافيين من الوصول له، ويتكلم عن لسانه، ويصرخ في وجه المعجبين.
وكشفت الزيارة عن أنَّ الفنان السوري جورج وسوف مازال يعاني، وبقوّة، من آثار الجلطة الدماغيّة، على الرغم من أنَّ جميع الأخبار، التي كانت تتداول عبر المواقع الإلكترونيّة، خلال العامين الماضيين، كانت تؤكّد تحسّن حالة الوسوف، وعودته إلى طبيعته.
وبيّن شهود عيان أنَّ يد الفنان اليسرى أصبحت غير متمكنة في الإمساك بالأشياء، وتهتز بصورة واضحة، فضلاً عن أنَّ هناك "عوج" في لسانه، حيث أصبح غير قادر على الكلام مثلما كان في الماضي، ولذلك كان يتحاشى الكلام بكثرة، ويردّ في أضيق الحدود على عشاقه وجماهيره التي اصطفت في المطار.
وسعى نجله وديع، بكل ما أوتي من قوة، إلى إخفاء آثار المرض على والده، عبر الإحاطة به من جميع النواحي، وعدم إظهار جسده، إلا أنَّ تدافع الجماهير المصريّة، أوقعهم في الخطأ، لدرجة أنّهم تركوه في النهاية للجماهير دون حماية، إلى أن جاء عدد من رجال الأمن، العاملين في المطار، وساعدوا وديع في حماية والده في الخروج إلى السيّارة، التي أقلّته إلى الفندق.
وبدى على الفنان السوري التعب والضيق من الرحلة، ومن هجوم الناس عليه في مطار القاهرة، إلا أنّه حاول الرد على بعض منهم، وتسلّم الهدايا الرمزيّة من البعض الآخر، مؤكّدًا أنّه عاشق لمصر، ومعتبرًا أنَّ "مصر أم الدنيا".
واختفى الوسوف عن عيون الناس جميعًا، عقب خروجه من المطار، إلى أن ظهر في استوديو المونتاج، وشاهد الحلقات التي ظهر فيها مع نيشان، ليغادر في صباح اليوم التالي، على متن الطائرة الأولى المتوجهة إلى بيروت.
يذكر أنَّ الحلقات التي سجلها جورج من المقرر أن تعرض خلال أيام، ويتطرق فيها الفنان السوري إلى أدق تفاصيل حياته، كما يتحدث عن رأيه السياسيّ في أحداث المنطقة العربية، ويكشف عن حبه للمرشح الرئاسي المصري عبد الفتاح السيسي، والذي سيشبه فيها بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وأكّدت مصادر مطّلعة، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنَّ "جورج وافق على تصوير تلك الحلقات، بعد أن تقاضى ما يقرب من مليون ونصف دولار أميركي".