الرياض ـ محمد الدوسري
ماتزال الأغاني الوطنية السعودية المحفورة في ذاكرة ووجدان الناس، منذ عقود طويلة محدودة قياسا بما يقدمه الفنانون كل عام من أغان جديدة في ساحة الغناء السعودي.
ومن أبرز الأغنيات المسجلة والمحفورة في ذاكرة الغناء السعودي، رائعة الراحل طلال مداح "وطني الحبيب" التي تعتبر من أهم الأغاني الوطنية التي ما زالت تتردد على ألسنة السعوديين منذ أكثر من خمسين سنة حتى اليوم،؛ ببساطة لحنها وعفوية الآداء الطلالي الخلاب، وروعة كلماتها الصادقة التي تغزلت بالوطن كما لم يتغزل به شاعر من قبل، ومما جاء فيها:
روحي وما ملكت يداي فداه
وطني الحبيب وهل أحب سواه
وطني الذي قد عشت تحت سمائه
وهو الذي قد عشت فوق ثراه
ثم تأتي أغنية "فوق هام السحب" بعنفوانها وروحها الوثابة التي تغرس في النفس شعوراً بالفخر والاعتزاز بتراب الوطن وبأبنائه، كتب كلماتها الأمير بدر بن عبدالمحسن ليختصر معنى الوطن بكلمات كثيفة المعنى دقيقة التصوير ومعبرة عن شخصية المواطن السعودي ورؤيته لوطنه، وقد لحنها وتغنى بها الفنان محمد عبده، بآداء لا يقل عنفواناً عن الكلمات، مردداً بصوته الساحر:
من على الرمضا مشى حافي القدم يستاهلك
ومن سقى غرسك عرق دمع ودم يستاهلك
ومن رعى صحرا الضما ابل وغنم
يستاهلك.. يستاهلك.. يستاهلك
حنا هلك يا دارنا برد وهجير
حنا هلك يا دارنا وخيرك كثير
من دعا لله وبشرعه حكم يستاهلك
ومن رفع راسك على كل الأمم يستاهلك
ومن ثنا بالسيف دونك والكرم
يستاهلك.. يستاهلك.. يستاهلك
نستاهلك يا دارنا حنا هلك
انتي سواد عيوننا شعب وملك
أما الموسيقار سراج عمر فلا تزال رائعته "بلادي بلادي منار الهدى" راسخة في الوجدان، حاضرة في الاحتفالات الوطنية، منذ أن قدمها نهاية السبعينات، بكلمات فصيحة كتبها اللبناني سعيد فياض ليعبر من خلالها عن مدى عشقه لهذا الوطن الذي عاش فيه لأكثر من عشرين سنة.
وقال فيها:
بلادي بلادي منار الهدى
ومهد البطولةِ عبر المدى
عليها ومنها السلام ابتدا
وفيها تألق فجر الندى
حياتي لمجدِ بلادي فدِا
بلادي بلاد الإباء والشمم
ومغنى المروءةِ منذ القدم
وقد كان للراحل الكبير سلامة العبدالله وقفات وطنية مشهودة وخالدة قدمها في مناسبات وطنية ولا تزال حاضرة بقوة في المشهد الغنائي، وأكثرها شهرة أغنيته:
مضينا بعزم يفلّ الحديد
نقيم البناء لصبح جديد
أردنا لك الخير يا موطني
بعزم أكيد ورأي سديد
عليك من الله عين ترى
وفيك نعيم لكل الورى
وليس غريباً أيا موطني
تحول تبراً بساط الثرى
وفيك أمان عظيم الأثر
حظينا به عن جميع البشر
ونهضتك اليوم يا موطني
لها القلب يزهو بشتى الصور
إذا غبتُ عنك وطال المقام
فأنت لقلبي ونفسي قريب
بك المجد يزهو وتاريخنا
سجل مضيء كشمس النهار
ولا تقل هذه الأغنية جمالاً ولا خلوداً ولا تأثيراً عن رائعة الفنان أبوبكر سالم بلفقيه "يا بلادي واصلي" التي ظهرت بداية الثمانينات بأسلوب طربي مختلف. ذهب فيه الفنان الكبير إلى مستويات عُليا من الطرب، مردداً:
يا بلادي واصلي والله معاك
واصلي واحنا وراك
واصلي والله يحميك إله العالمين
قوة الإيمان بالإيمان والعزم المتين.. يا بلادي
يرتقي الإنسان عن إيمان في دنيا ودين.. يا بلادي
يا بلادي ألف يهنالك وشعبك لك أمين
رايتك تحمل شعارك.. يا بلادي
هي في الدنيا منارك.. يا بلادي
واصلي والله يحميك إله العالمي