القاهرة - محمد عمار
تميز فيلم "إللي اختشوا ماتو" بأن فكرته ترجع إلى المخرج إسماعيل فاروق "أكثر من فكرة النص", والذي استطاع إكتشاف عدد من الممثلين في العمل؛ فالمطربة اللبنانية مروى وهيدي كرم وإيهاب فهمي يعتبرون أهم اكتشاف من ناحية الأداء وإظهار الانفعالات الداخلية.
وتدور الفكرة باختصار حول 7 نساء يعشن في مكان واحد, حيث يواجهن يتكلم كلام عنهن ويعتقدن أنهن يمارسن أعمالًا منافية للآداب؛ وهذا يضعهن في عدة مشاكل كثيرة، وتم معالجة الفكرة بشكل مختلف فكل بطلة لها قصة في حياتها يحاول الفيلم إلقاء الضوء عليها عكس ما قدم من قبل في فيلم "درب الرهبة" لنبيلة عبيد عام 1990 الذي أخرجه عاطف الطيب ودارت أحداثه حول سيدة ترفض الحرام لكن الظروف تقودها إلى اتهامها ظلمًا بممارسة أعمال منافية للآداب العامة، وركز الفيلم على قصة المرأة التي طلقها زوجها دون أن يتأكد من الحقيقة، وهناك فيلم آخر بعنوان "ملف في الآداب" بطولة الفنانة مديحة كامل وسلوى عثمان وألفت إمام وفريد شوقي وصلاح السعدني وأحمد بدير حول مجموعة من البنات يتهمن ظلما في قضية دعارة بسبب وجودهم معًا في شقة زميلهم يتناولون الطعام، والفيلم من أخرجه عاطف الطيب، وتم معالجة قصته في سياق العمل السينمائي بشكل عميق.
ويعتبر أن أول ما يلفت نظر المشاهد في فيلم "اللي اختشوا ماتو" هو التصوير وروعة حركة الكاميرا التي بدأت في تصوير ملامح الفنانات وإبراز التعبير على الشاشة، واستطاع مدير التصوير سامح سليم أن ينجح في عمل عناق كبير بين الكاميرا والممثلين, بالإضافة إلى المشاهد، أيضًا إلى جانب تداخل الموسيقى التصويرية للموسيقار الشاب تامر كروان الذي استطاع أن يبرز أنات قلب البطلات، ونظرات غادة عبد الرازق مع عبير صبري قالت كل تعبير دون كلام، ويعتبر السيناريست محمد عبد الخالق وما فعله من حبكة متماسكة في عرض المشكلات التي واجهتها بطلات الفيلم يدل على تمكنه وحرفيته العالية والشديدة.