"سلسال الدم" و"ذئاب الجبل"

تظل الدراما الصعيدية لها خصوصياتها فيما تقدمه من شخصيات، تظل محفورة في أذهان المشاهدين، سواء كانت تحمل صفة المثالية أو تتجه نحو الشر، وقد استطاع  مسلسل "سلسال الدم" بأجزائه الأربعه، أن يقدم تنوعًا بين الخير والشر، متمثل في الصراع المستمر بين كل من عبلة كامل، التي تجسد شخصية"  ناصرة "، و"هارون " الذي يجسده الفنان رياض الخولي، ويمثل قوى الشر طوال أحداث المسلسل، وأبرز من نجح في تقديم الشخصية الصعيدية عبر تاريخ الدراما المصرية، ومن خلال السطور المقبلة نستعرض ابرز الأعمال الصعيدية المحفورة في تاريخ الدراما المصرية.

ويأتي مسلسل "خالتي صفية والدير"، من أوائل الأعمال الصعيدية التي نجحت مع الجمهور، والمأخوذه عن رواية تحمل الأسم نفسه لبهاء طاهر، وكتب السيناريو والحوار له يسر السيوي، من بطولة مجموعه كبيرة من النجوم منهم بوسي وممدوح عبدالعليم وحمدي غيث وسناء جميل وعمر الحريري، وإخراج أسماعيل عبدالحافظ.

ويعتبر مسلسل "ذئاب الجبل "، من أشهر الأعمال التي لاقت نجاحًا غير مسبوقًا في تاريخ الدراما الصعيدية، رغم أنه سبقها أعمال كثيرة من تلك النوعية، وما زال يحقق هذا العمل النجاح عندما يعاد عرضه، إذ قدم كل من أحمد عبدالعزيز وعبدالله غيث طرفي الصراع، وهما الخير المتمثل في البدري بدار، والشر المتمثل في علوان البكري، وكان معهم شريف منير وسماح أنور وحمدي غيث ووائل نور، ونسج خيوط ذلك العمل السيناريست الراحل محمد صفاء عامر، ومعه المخرج مجدي أبوعميرة.

وقدم هذا الثنائي، أبرز الأعمال الصعيدية بعد "ذئاب الجيل"، حيث تلي ذلك العمل مسلسل آخر ناجح، وهو"الضوء الشارد "، الذي حقق نجاحًا كبيرًا هو الآخر، من بطولة ممدوح عبدالعليم ويوسف شعبان ورانيا فريد شوقي ومنى ذكي ومحمد رياض وسميحة أيوب.

وقدم مسلسل "الفرار من الحب " للثنائي نفسه، صراع بين خصمين شريفين، وهما آثار الحكيم التي جسدت شخصية طبية تعود لبلدتها في الصعيد لتسترد ميراث تركته لها والدتها، لتجد نفسها في صدام مع رجل صعيدي يمثل الهيبة والوقار والرهبة في بلدته، حيث قدم رياض الخولي في ذلك العمل أولى تجاربه كبطل في الدراما الصعيدية، وشاركهم البطولة كمال أبورية وروجينا وعايدة عبدالعزيز وجمال إسماعيل.

ثم رائعة محمد صفاء عامر مع المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ، من خلال مسلسل"حدائق الشيطان "، الذي قدم الفنان جمال سليمان أولى تجاربه مع اللهجة المصرية، وبالتحديد مع اللهجة الصعيدية، وتم مهاجمته وقتها بسبب خصوصية الأعمال الصعيدية، ولكنه استطاع تحقيق نجاح كبير، وكان المسلسل يضم عدة أطراف متصارعة ما بين سمية الخشاب، التي تريد الانتقام من مندور أبوالدهب الذي قتل أخيها خطأ، وما بين شخصية الخير الذي يمثلها رياض الخولي "دياب أبو بغدادي"، الذي يقف في وجه سطوة وجبروت مندور أبوالدهب، ومن فرط نجاح هذا العمل يبحث منتج المسلسل أحمد الجابري مع المخرج حسني صالح تقديم أجزاء جديدة منه، لكن توقف المشروع بسبب اعتذار سمية الخشاب.

أيضًا من المسلسلات التي قدمها محمد صفاء عامر مسلسل"أفراح إبليس "، الذي كرر من خلاله جمال سليمان تجربته مع اللهجة الصعيدية، وشاركته البطولة عبلة كامل وأحمد سعيد عبدالغني وأيتن عامر وأخرجه سامي محمد على، ويتم تقديم جزء ثاني من المسلسل الان بعد استبدال عبلة كامل بصابرين، وانضمام نجوم جدد منهم منة فضالي و كمال أبورية، ويكمل كتابة الجزء الثاني من المسلسل السيناريست مجدي صابر، بعد رحيل صفاء عامر، ويخرجه واحد من شباب الجيل الجديد وهو أحمد خالد أمين.

ومن المسلسلات الصعيدية أيضًا، لكنها لم تحقق شهرة الأعمال السابقة، مسلسل "حق مشروع "، بطولة عبلة كامل وحسين فهمي، الذي قدم لأول  وآخر مرة الشخصية الصعيدية، ولم يحقق نجاحًا كبيرًا مثل باقي النجوم بسبب ملامحه الأوروبية.

وترى الناقدة ماجدة موريس، أن اللهجة الصعيدية هى لهجة مستفزة، وتحمل نوع كبير من التحدي لاي فنان، وهذا سر إقبال عدد كبير من النجوم عليها، قائلة: "الدراما الصعيدية ثرية جدًا ولها تاريخ  وتحمل تفاصيل خاصة لكن للأسف قلت عددها في الأعوام الأخيرة مع توقف الإنتاج في تليفزيون الدولة، وسيطرة الإنتاج الخاص على الدراما، التي يدخل فيها منتجين عرب ويبحثوا عن الموضوعات الجديدة بعيدًا عن الخصوصية المصرية، وهذا يفسر إقبال الجمهور على المسلسل الأخير "سلسال الدم"، لأنهم مطعتشين لهذا النوع من الدرما الذي اختفى، ومن ناحية أخرى يظهر عددًا من القيم والعادات والتقاليد التي اختفت من مسلسلاتنا".

وأشارت موريس، إلى أن هناك عدد كبير من النجوم والنجمات برعوا في الشخصية الصعيدية، وأعطت مثال بأسماء مثل عبلة كامل وسميحة أيوب  وعبدالله غيث وصلاح السعدني وجمال سليمان، باستثناء بعض المشاكل الخاصة باللهجة، لكنه أجاد تلك الشخصية.

ومن جانبه، ربط الناقد محمود قاسم، نجاح الدراما الصعيدية مع الجمهور بعدة أسباب، يأتي في مقدمتها أن يكون الكاتب ذات أصول صعيدية، حتى يكون متمكن من مفاتيح هذا العالم، وأعطي مثال بالمؤلف الراحل محمد صفاء عامر، أبرز من قدم الدراما الصعيدية على الإطلاق.

أما الفنانين، فاختار قاسم عددً من الأسماء، منهم أحمد عبدالعزيز وجمال سليمان رغم لهجته السورية، وممدوح عبدالعليم ورياض الخولي، الذي قدم أدوارًا متنوعة من الشخصيات الصعيدية في أعماله، مثل "الفرار من الحب" و"حدائق الشيطان" وأخيرًا "سلسال الدم".