الفنان الجزائري علي عوشال

أكَّد نجل عملاق فن "المالوف" الجزائري والمغاربي حسان العنابي، المطرب القدير علي عوشال أنه في صدد تحويل المسيرة الفنية لوالده الراحل، بعد نصف قرن من العطاء الفني، إلى مرجع غنائي في الوطن العربي، تستفيد منه الأجيال، لاسيما المولعين بالطرب الأندلسي، والمديح الديني، وغناء المالوف. وأوضح عوشال، في حديث خاص إلى "العرب اليوم"، أنّ "ما قدمه والده عجز على تحقيقه بعض المطربين العرب، من تونس والمغرب، ودول الجوار، لاسيما في الطابع الديني، الذي كان الراحل حسان العنابي قد أدخل عليه نوبات جديدة، لم يتمكن الفنانون الكبار في العالم التفصيل فيها، نظرًا لصعوبة النص المقدم، وبعض الموشاحات الأخرى".
وأشار الفنان علي عوشال إلى أنّ "الشهرة التي صنعها والده في وقت مضى أعطت للجزائر والمغرب العربي مكانة مرموقة ومميزة، حيث مازالت صالونات باريس وإسبانيا وتركيا تحن إلى أغاني الشيخ حسان العنابي، وبمجرد إقامة المهرجانات الدولية، التي تهتم بالتراث الغنائي القديم، تتوجه الدعوة إليّ بغية أن أمثل الجزائر، وكل العرب، في هذه التظاهرات الدولية".
وعن الأغاني التي مازالت مطلوبة في المهرجانات، بيّن عوشال أنّ "في مقدمتها تأتي رائعة فطيمة روحي بني الورشان، وأغنية مولاة الساق الظريف، وهي الأغاني الأكثر طلبًا في الحفلات والأعراس، وحتى المهرجانات العالمية، وذلك لأن نصوص هذه الأغاني مستوحاة من تراث أندلسي، وتركي عميق".
وأضاف "أنا من عائلة فنية، رضعت من المالوف، الذي تعود جذوره إلى الأصول اليهودية، وأخذت الغناء عن والدي، حيث كانت أقدم معه بعض الوصلات والزجل الديني، خلال الحفلات المقامة في تونس وفرنسا".
وتابع "مسيرتي الفنية تفوق الـ32 عامًا، وأكمل مشواري الغنائي بعد رحيل عملاق المالوف المغربي حسان العنابي، منذ 1993"، مشيرًا إلى أنّه "يجتهد في تطوير أغنية المالوف، التي أصبحت مهدّدة بالإندثار، بعد بروز أنواع أخرى على الساحة الفنية، منها الراي والراب والشاوي والغناء العصري، لذا مزج الأغاني القديمة لوالده مع الآلات العصرية، التي تتماشى مع النوتات الموسيقية الخفيفة".
وبشأن مشاركته بهذه الأغاني القديمة، أكّد الفنان علي عوشال أنّ "الجمهور يحن لمثل هذه الأغاني، فيما يطلب الأغاني الخفيفة، لاسيما في الجلسات الخاصة، بغية إضفاء روح العصرنة".
وأقرّ علي عوشال أنّ "الثقافة الجزائرية لا تهتم بغناء والده كثيرًا، على الرغم من أنه مرجعية تاريخية بارزة في العالم، حيث لا يتم تذكره إلا في ذكرى وفاته"، ودعا إلى "الاهتمام بالتراث، لأنه الأرضية الخصبة التي تعرف كل دولة بمقوماتها التاريخية والموسيقية والثقافية على حد سواء".