تونس -تونس اليوم
من ضمن 53 فيلما شارك المخرج والصحفي الشاب أصيل ولاية سيدي بوزيد رمزي غابري مؤخرا بفيلم كتبه واخرجه ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيديوهات التوعوية في دورته الاولى والذي نظّمته احدى الشركات الخاصة بالمحتوى الرقمي خلال هذه الصائفة بمتحف سوسة بإدارة وليد بن حسين وبالشراكة مع مهرجان البوابة الرقمية للفيلم الدولي القصير الذي يعدّ أطول تظاهرة سينماتوغرافية في تاريخ الجزائر تنظّمها جمعية فنون للترقية الثقافية لولاية عنابة بالجزائر برئاسة دليل بلخودير. ويعدّ هذا الانتاج المتوّج بجائزة شرفية تتمثّل في المشاركة في دورة تكوينية في اتحاد الاذاعات والتلفزات العربية في الاردن تجربة أولى لرمزي غابري في الانتاج الخاص للوثائقيات من حيث كتابة السيناريو والإخراج والتصوير والمونتاج والميكساج ليجمع هذا الانتاج في رؤيته التوثيقية لحدث ذبح الاخوين الراعيين من قبل الارهابيين بين بين الرمزية البطولية والنمطية الاجتماعية الدونية التي عرف بها التعامل مع الرعاة لدى اغلب المجتمع التونسي ليبلغ من خلاله رسالة نبيلة لنبذ خطاب الدونية والإحتقار لهذه الفئة الاجتماعية.
والمميّز في هذا الانتاج واقعيته ومحاولته كسر نمطية المفهوم الكلاسيكي التقليدي النمطي الاجتماعي لدور الراعي ليخلق عوالم جديدة قيمية اساسا تؤكّد وطنيته الراعي وحبه الانتماء للوطن وحرصه على التعلّم والاندماج السوسي وثقافي وفي لقاء جمعنا بمخرج هذا العمل افادنا انه وثائقي حاول من خلال مضمونه اعادة الاعتبار لشخصية الراعي ومهنة الرعي وتغيير الصورة الاجتماعية الدونية التي تسللت الى كل الاذهان وحصرت الراعي في عالم ضيق مشتق من الهوامش والنسيان وتبرز واقعية هذا الفيلم في رصده لحياة الراعي في جبال سمامة والشعانبي والتي كانت مسرحا لاحداث مفصلية في تونس حركتها ايادي الارهاب التي والامان بولاية القصرين بما حوّل انظار الناس والاعلام والتفتت الاعناق نحو ذلك «الراعي» وصدحت بحقوقه الاقتصادية والاجتماعية وتعالت الاصوات لحماية هذه الفئة بعد توظيفها في المنظومات الامنية المكافحة للارهاب.
وقد حاول المخرج استغلال هذه الاحداث بهدف ترميم العقلية السائدة وتجاوز دائرة التهميش الى فلك الاهتمام حسب رمزي الغابري الذي أكّد ان كل هذه المستجدات كانت دافعا لانتاج هذا الفيلم في محاولة لاعادة بناء صورة الراعي في فضاء اجتماعي يعترف بدوره الاقتصادي والاجتماعي والامني بعيدا عن كل ما هو احتقار
وجاء الفيلم مشحونا بمجموعة من الرسائل الرمزية فكان عبارة عن محاكاة لدور الراعي في حماية قطيعه من هجمات الذئاب ،وكذلك الدولة في حماية شعبها وهويتها وتاريخها من خراب الارهاب وقد تم تصوير الفلم دار في احد الجبال بمنطقة بوعطوش بمعتمدية السوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد في نقل حيّ ودقيق لتفاصيل الحياة اليومية للرعاة في ادق تفاصيلها وبروتينها ورتابتها ومصاعبها بما يعكسواقعا مريرا يكسوه التهميش والنسيان لهذه الفئة من المجتمع التي تناضل من أجل لقمة العيش بعرق جبينها ومن أجل ضمان مستقبل اكثر بريق لأبنائهم عبر الدراسة والتعليم أساسا. جدير بالذكر ان لجنة تحكيم المهرجان ضمت الفنانين مهذب الرميلي وصلاح مصدق من تونس واعضاء اخرين من عدة دول منها ليبيا وفلسطين والجزائر وإيطاليا. وعن هذا التميّز في انتاج هذا العمل قال رمزي غابري»هذه التجربة اسعدتني لأنني من خلالها أقدّر وأتمنى أنني ساهمت ولو بالقدر القليل في نصرة فئة مستضعفة ومهمشة ومحقورة من طرف جزء كبير من المجتمع التونسي، وأعتبر ان هذا الدور هو مسؤولية الاعلام الصادق الملتزم بقضايا الحرية والعدل وحقوق الأنسان كما يشرفني ان اتوجه بالشكر الى المجلس البلدي بالسوق الجديد الذي تفضّل بتكريمي وهي لفتة كريمة أعتبرها حافزا آخر للعمل على تمثيل ولاية سيدي بوزيد تمثيلا جيّدا في المناسبات الثقافية والفنية».
قد يهمك ايضا
أفلام تونسية تحظى بالدعم المادي للإنتاج المشترك بعنوان 2021
نقابة ''الفنان المبدع'' تطالب بعودة نشاط الفنانين في تونس