تونس- تونس اليوم
تقمصّ شخصية واحدة طيلة أكثر من ثماني سنوات تجعل الخروج منها وإقناع المتفرّج ليس بالأمر السهل، فما بالك إذا ما كانت هذه الشّخصية رسخت في ذهون الصغار قبل الكبار ورافقتهم طيلة مواسم عدّة خاصّة وهي تلك الشخصية الكوميدية التّي تدخل الضحكة والبهجة على أغلب المتفرّجين. نتحدث عن شخصية “ببوشة” التّي رافقت الممثّل يونس الفارحي لسنوات عدّة قاربت التسع مواسم في سيتكوم نسيبتي العزيزة، ذلك الرّجل البسيط القادم من الرّيف والتّي قد تصل بساطته حدّ السذاجة. تجمعه ببقيّة الممثّلين أحداث مضحكة ومواقف كوميدية. كلّ ذلك من شأنه أن يجعل المشاهد لا يقبل هذا الممثّل الذّي رافقه واعتاد عليه طيلة مواسم عدّة من شهر رمضان وحتّى في الإعادة لا يمكن أن يتقبّله في شخصيّة أخرى بالسّهل وحتّى الممثّل نفسه قد يجد صعوبة في الخروج من قوقعة شخصية لبسها لسنوات. لكنّ يونس الفارحي بخبرته الكبيرة وبساطته في الآداء الذّي يصل إلى درجة السّهل الممتنع تمكّن من خلال ظهوره في حلقة البارحة من مسلسل “أولاد الغول” في حلقته السابعة عشرة من شدّ انتباه المشاهد في شخصيّة المحقّق. تمكّن من ذلك بسلاسة كبيرة حيث تسلّل للمشاهد عبر الشاشة الصغيرة من خلال مشاهد محدودة ظهر فيها لكنّه ظهر وكأنّه يخاطب المشاهد ويرسل له العديد من الرسائل الضمنية عبر نبرة الصوت والإبتسامة الخفيفة الغامضة والهدوء الرّصين. مشاركة يونس الفارحي في “أولاد الغول” لم تمرّ مرور الكرام فقد اختار بدقّة كيفيّة آدائه للدّور ودرس بإتقان دور المحقّق ليتمكّن لا من إقناع المشاهد فقط بل لإمتاعه وشدّه لهذا المرور الذّي من المؤكّد أنّ المتفرج سيتمنى أن يطول أكثر.
هذا التحوّل والتغيّر وتقمّص شخصيات متنوّعة والخروج خاصّة من شخصية ناجحة يعتبر مغامرة فشل فيها العديد من الممثّلين حتّى من لهم خبرة طويلة في مجال التمثيل لكن عندما نتحدّث عن يونس الفارحي فالأمر يكون حتما مختلف. وبالتّالي يمكن الجزم أنّ إختيار المخرج مراد بالشيخ للفنان يونس الفارحي كان اختيارا جدّ ناجح ولعلّه سيدخل تغييرا على العمل خاصّة مع نهاية دور أبرز ركائزه العملاق فتحي الهداوي. يجب التنويه أيضا بأنّ الفارحي كانت له مشاركة مميّزة في سلسة “دار نانا” سنة 2019 وهي التّي لاقت نجاحا جماهيريا هام وقال يونس الفارحي وهو صاحب السيانريو أنّها تشيهه كثيرا.
قد يهمك ايضا
تعرّف علي أبرز ترشيحات جوائز الأوسكار 2021
بسبب مشهدٍ في مسلسل "حرقة" نقابة السلك الدبلوماسي تحمّل منتجي العمل مسؤوليّة تشويه صورة الوزارة