قدّمت الدراما الكثير من الأعمال الخاصة بالسيرة الذاتية لكثير من الشخصيات المهمة، منها "العملاق" عن الراحل عباس العقاد و"أم كلثوم" و"السندريللا" و"العندليب" و"أسمهان" و"ليلى مراد" و"ناصر" و"فارس الرومانسية" عن قصة حياة الأديب يوسف السباعي، ولكن ليس كل هذه الأعمال نجحت فهناك من كتب له النجاح الكبير وهناك من كتب له الفشل، فهل تنجح الدراما خلال الفترة القادمة في إعادة نجاح هذه النوعية من المسلسلات خاصة بعد الإعلان عن تحضير مسلسل عن هدى سلطان وفريد شوقي تنتجه ناهد فريد شوقي، لذلك نلقي الضوء في هذا التحقيق على مواصفات النجاح.

مجدي صابر 
في البداية تحدث الكاتب مجدي صابر وهو مؤلف مسلسل "ليلى مراد" موضحا أنه من أهم أسباب نجاح عمل السيرة الذاتية هو إلقاء الضوء على أشياء لا يعرفها المشاهد عن الشخصية، وعلى الكاتب أن يعتمد عند كتابته على مجهوده في البحث لأنه سيجد بالتالي أسرارا لم تكن معروفة لدى العامة، موضحا أن خيال الكاتب هنا يتدخل في تقليص الشخصيات المحيطة بصاحب السيرة الذاتية والرمز لها بشخصية واحدة، وذلك لأن كثرة الشخصيات في السيرة الذاتية تتوه المشاهد وتخرجه عن تركيزه أثناء مشاهدة العمل.

الفنان حسن يوسف 
وتحدّث الفنان حسن يوسف أن ما يحقق نجاح السيرة الذاتية الإخلاص في التناول وأن يكون الأبطال عاشقين للشخصية التي سوف يقدمونها، مضيفا أن الإنتاج عليه عامل كبير وهو أنه يوفر كل الإمكانيات حتى يتم إخراج العمل بصورة جيدة، مشيرا إلى أن السبب في نجاح مسلسل "إمام الدعاة" هو حب الناس لشخصية الشيخ الشعراوي وإثراء الشخصية في تناولها، فالشعراوي كان داعية وشاعرا صوفيا متذوقا للفنون أيضا.

طارق الشناوي 
وأوضح الناقد طارق الشناوي أن عمل السيرة الذاتية لا بد أن يتناول الفترة الزمنية التي عاشتها الشخصية وأن يكون المخرج على دراية بالملابس والموضة في هذه الفترة، موضحا أنه لا بد أن يبتعد العمل عن الاسكتشات حتى لا يشعر المشاهد كأنه يجلس لمشاهدة مقلدين فقط، مؤكدا أن اختيار الممثلين من العوامل الأساسية لنجاح السيرة الذاتية فمن الممكن أن يكون العمل مكتوبا على أعلى مستوى ولكن الأبطال يسقطون العمل لأنهم غير لائقين على الأدوار وأيضا اختيار الأبطال من اختصاص المخرج.

الفنان محمد رياض 
وتحدث الفنان محمد رياض قائلا إن الفنان الذي يقوم بأداء شخصية حقيقية معاصرة عليه أن يقوم بدراستها جيدا حتى يعرف كل تفاصيلها فيه سواء في ابتسامته أو إيماءاته أو ضحكته وطريقة كلامه، موضحا أن نوعية هذه الأعمال تأخذ نسبة تحضير كبير من كل فريق العمل المشارك إذا كان الفريق يريد النجاح، مشيرا إلى أن كل الأعمال التي أخذت وقتها في التحضير كتب لها النجاح.

المنتجة ناهد فريد شوقي 
وأوضحت المنتجة ناهد فريد شوقي أنها تحضر لمسلسل عن هدى سلطان وفريد شوقي خلال فترة من حياتهما فقط وهي فترة زواجهما وعملهما معا، موضحة أنها تبحث في الكثير من المراجع عن حياتهما وتتابع الحلقات التي يكتبها الكاتب بشير الديك، مشيرة إلى أن تقسيم أعمال السيرة الذاتية لعدة مراحل أفضل لأنه يأتي بالنجاح المرجو بسبب التركيز الشديد من كل الأطراف.

الناقد محمد الشافعي
وأكد الناقد الصحفي محمد الشافعي أن هناك عددا من الأعمال لم يكتب لها النجاح المتوقع بسبب ضعف البطل تارة واعتماد الأعمال على مجموعة من الاسكتشات تارة مثلما حدث في مسلسل "السندريللا" ومسلسل "تحية كاريوكا" وعلى الرغم من اختلاف العملين فإن "كاريوكا" كان به مجهودا واضحا من وفاء عامر ولكن كان في حاجة إلى بعض المجهود الزيادة، موضحا أن تصوير العمل بطريقة متسرعة تحبط مجهود كل الفنانين، موضحا أن "السندريللا" اعتمد فقط على بعض التقليد لسعاد دون إلقاء الضوء على الظروف الاجتماعية أو السياسية التي أحاطت بالشخصية في هذا الوقت