بيروت - غنوة دريان
يخرج البعض كل عام في شهر رمضان، ليتهم المسلسلات بأنها خرجت عن الحدود والآداب المفروض مراعاتها في هذا الشهر الكريم، وما يتبعه ذلك من هجوم على بعض الأعمال الدرامية بسبب احتوائها على ألفاظ خادشة للحياء أو مشاهد جريئة، أو حتى لأنها تناقش مواضيع جريئة، فمثلًا نجد مسلسل "هذا المساء" بطولة النجم إياد نصار وأروى جودة يناقش في حلقاته الأولى قضية جريئة وهي تعرض الزوج لشيئ غير مفهوم جعله عاجزًا عن ممارسة العلاقة الحميمة مع زوجته، بينما يناقش مسلسل "لأعلى سعر" بطولة نيللي كريم وزينة إحدى العلاقات المحرمة التي تحدث داخل إطار العائلة، حيث يقوم شقيق نيللي كريم بعمل علاقة مع زوجة شقيقه والتي تجسد دورها الفنانة سارة سلامة، أيضًا يناقش مسلسل "لا تطفئ الشمس" بطولة ميرفت أمين عدد من العلاقات الجنسية المحرمة، فتجسد الفنانة شيرين رضا خلال أحداث المسلسل شخصية امرأة عاشقة للزواج من الشباب الأصغر منها سنًا، بينما تجسد جميلة عوض في نفس العمل شخصية فتاة تقيم علاقة جنسية مع معلمها "مدرس الموسيقي"، وهناك عدد من الألفاظ والتلميحات الخادشة للحياء، مثلما ذكر في من مسلسل "خلصانة بشياكة" على لسان أحد أبطاله "هشام ماجد" موجهًا حديثه لدينا الشربيني قائلًا لها: "خلصانة بعمود خرصانة".
وأيضًا تعرض مسلسل "واحة الغروب" بطولة منة شلبي وخالدالنبوي، للكثير من الانتقادات بسبب المشاهد التي تعرض لها لأن الرواية الأصلية تحتوي على إحدى الشخصيات التي تظهر وكأنها مثلية جنسيًا، كما ضمت الحلقة الأولى أحد المشاهد بين خالد النبوي وإحدى السيدات داخل "الحمام"، وكذلك انتقد الكثيرون الراقصة دينا لدورها فى مسلسل "الحرباية" بطولة هيفاء وهبي، حيث يرونها تتعمد إظهار مفاتن جسدها من خلال حركتها وطريقتها في المشي.
وتعرضت الفنانة ريهام حجاج لهجوم بسبب مشهد اغتصابها في مسلسل "وضع أمني" الذي يقوم ببطولته النجم عمرو سعد، وانتقد الكثيرون طريقة تصوير المشهد معلقين أنه لا يتناسب عرضه مع شهر رمضان، والمشهد يجمعها بالفنان حمدي الوزير، وهو صاحب شادر السمك الذي تعمل لديه ، وتجسد ريهام شخصية "هبة"، الفتاة الشعبية التي تلجأ للعمل بداخل شادر السمك.
وظهر خلال الحلقات الأولى من مسلسل "الحلال" بطولة النجمة سمية الخشاب مشهد لها وهي ترتدي "منشفة " داخل حمام للسيدات، وهذا ما جعلها تتعرض للعديد من الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي كل تلك المشاهد والهجوم والاعتراضات والانتقادات ولم يعرض من الأعمال الدرامية سوى عدد من الحلقات، ولا أحد يعرف ما الذي سيتكشف في أحداث الحلقات المقبلة من المسلسلات، فربما تحمل الكثير من المشاهد والألفاظ الجريئة الأخرى، وربما تكون أقل من الحلقات الأولى، فجميعنا ننتظر مشاهدة كافة الحلقات لمعرفة ذلك.
وتعليقًا على هذه المشاهد تقول الناقدة زكية ديراني أن هذه المشاهد لا تذاع في المسلسلات الرمضانية، لأول مرة ودائمًا ما نسمع من صناع الدراما , بان العمل الفني هو صورة عن الواقع المعاش, سواءً في شهر رمضان أو خارجه وطالما أن العمل الفني ينقل الواقع الى الشاشة فمن الطبيعي أن نشاهد مثل تلك المشاهد الخادشة للحياء , ويتنظر صناع الدراما شهر رمضان ليقدموا رؤيتهم الفنية و الدرامية , لانهم يدركون جيدًا بأن نسبة المشاهدة في هذا الشهر الفضيل تكون مرتفعة للغاية, وهناك بعض المسلسلات ربما لن يراها المشاهد لو عرضت خارج هذا الشهر الفضيل, ونحن هنا أمام خيارين إما ان ننظر إلى العمل على أنه فني بحت له ما له وعليه ما عليه, واما ان نضع في عين الاعتبار انه مسلسل رمضاني وعلى هذا الأساس نحكم على المسلسل , أما الناقد ربيع عواد فيرى بأن الإبداع له مطلق الحرية في تقديم ما يراه مناسبًا, ويجب علينا أن نكون واقعيين, فالذي نراه على الشاشة, ألا نعيشه أو نراه كل يوم في حياتنا العادية فلماذا نلوم صناع العمل أنهم نقلوا على الشاشة ما نراه و نعيشه في حياتنا العادية , واذا كانت هناك بعض المناظر أو الألفاظ الخادشة للحياء , فلماذا لم ترفض او تحذف هذه المشاهد وتلك الألفاظ .