كاظم الساهر وماجد المهندس

القيصر كاظم الساهر، والبرنس ماجد المهندس، كلاهما يغني للحب والمرأة والوطن ولكن يختلفان في الأسلوب الخاص بهما، ويتشابهان في أنهما من أبناء العراق، ويقدمان فنًا راقيًا لا نستطيع أن نتجاهله، بل نعشقه ونشجعهم على المضي فيه. وأجرى "العرب اليوم" استطلاعا لمعرفة أيهما يحب الناس؟.

أوضح الملحن العراقي جمال كريم، أن أهم ما يميز الفنان كاظم الساهر، هو التفرد في مجال الفن وليس مقلدًا، مبينًا أن ثقافته الموسيقية وموهبته اللحنية، هي من جعلته يقف في مقدمة الفنانين. ويرى في القيصر فنانًا ملتزمًا، وحقق نجاحات عربية وعالمية، وقدم الشعر الفصيح بشكل سهل وجميل لذلك لا يقارن القيصر بالفنان ماجد المهندس، علمًا أن الأخير خرج من مدرسة الساهر وجاء مقلدًا له.

وأكد كريم أن البرنس خسر الكثير من معجبيه وجمهوره في العراق، خصوصًا بعد تقديم مذيع في إحدى القنوات الفضائية بأنه "مطرب سعودي" من دون التصريح بـ"عرقيته" مما أثار غضب الشارع العراقي برمته، وهذا ما ميزه عن الفنان كاظم الساهر بمواقفه النبيلة تجاه بلده العراق. وبعيدًا عن المواقف السياسية، بيّن الملحن جمال كريم تميز ماجد المهندس كمطرب وصوت عذب يستحق النجاح، مشيرًا إلى حضور القيصر اللافت، البساطة، الكاريزما الانتماء للوطن، والاعتزاز بعراقتيه والإصرار على العمل، والنجاح المستمر.

ووصف أستاذ الموسيقى في معهد الدراسات الموسيقية في بغداد الفنان باسل الجراح، صوت المطرب العراقي الأصل والسعودي الجنسية ماجد المهندس بالمتواضع فنيًا.  وأضاف أن ماجد المهندس يعتمد على إحساسه بما يقدمه من أغنيات، لكن صوته متواضع والغناء الذي يقدمه نسخة مشوهة من الغناء العراقي، والذي تم تغييره ليصبح غناءً خليجياً، وأن هويته ضائعة بين اللونين.

وأضاف أن نجاح الأغنية اليوم مرهون بعوامل متعددة، ليس شرطاً من بينها صوت المطرب، وأنه كأستاذ للمقام العراقي وتتلمذ على يديه في مادة "الصولفيج" المئات من الطلاب، ومنهم كاظم الساهر ونصير شمة، يرى أن الأصوات العراقية التي وصلت إلى الجمهور العربي لا تعكس أهمية وقيمة المقامات والأطوار الغنائية العراقية، التي تتلمذ هو شخصيًا فيها على يدي رائد المقام العراقي محمد القبنجي.

وتابع " أنا أول من عملت له أغنية  "امنين اجتني المشكلة "، من كلماتي والحاني وتوزيع الفنان إبراهيم السيد، متفاجئ من الفنان ماجد المهندس بأنه يقول كلماتي وألحاني ويبدو أنه تناسى أنه قضى أربع سنوات برفقتي وأنا أبث في روحه ونفسه كل ما املك من أسرار الفن".

وخالف الناقد الموسيقي الشهير عادل الهاشمي، ما سابقاه من الآراء، مؤكدًا أن الساهر في حنجرته ضمور للرقة العاطفية، أنه من الأصوات اليابسة، الأصوات الجافة، لذلك هو يلجأ إلى الصراخ لكي يوفر نوعًا من الالتفات إلى صوته، وهذا في واقع الحال يسمى خداع الإسماع، كما هو خداع البصر السراب. وعن الشغف العربي بكاظم الساهر قال الهاشمي إن احتضان الناس له في زمن كان أي شيء يخرج من العراق الوطن العربي يتلقفه، وهذا من حظ الساهر أن تلقفوه.

وأشار إلى اختبار المطرب ماجد المهندس، وكان وقتها عضوًا في لجنة فحص الأصوات، مبينا أن صوت المهندس محدود وقابليته ضيقة، ولكن لأنه جرّ على قافلة الساهر فأنه نال ما ناله الساهر.

وجهات نظر تميز بها الشارع العراقي منها الإيجابية والسلبية  لكل الطرفين، وقالت وفاء العبيدي طالبة في كلية الفنون الجميلة، "لا ننكر أن كاظم هو الأستاذ للفنان ماجد المهندس، ولكن ماجد المهندس فنانًا رائعًا وكبيرًا ومتميزًا، وكم من تلميذ تفوق على أستاذه. ويرى المدرس عبد الحميد أن القيصر لا يعلوا عليه أحد  فهو مدرسة بحد ذاتها، وأضاف "ومع احترامي للمهندس وصوته الجميل يتطلب منه سنوات طويلة حتى يصل إلى ربع كاظم ولا اتوقع ذلك لأن طريقة غنائه عادية، ويوجد منها الكثير، ولكن كاظم لا احد يشبهه في شيء ولن يشبهه ايضا وتحياتي للجميع".

ولفتت المصممة نور العبيدي إلى أن كل منهم له خطه ولون الخاص فيه، وأن روعة جمهور ماجد المهندس وكاظم الساهر، لأنه جمهور راقي ومثقف ما ينجرف وراء المهاترات الإعلامية. وعلى ما يبدو أن رأي الأستاذ  المسرحي عماد الخفاجي فيه شيء من الواقعية، عندما قال "صحيح نحب كلاهما والمقارنة غير واردة لانهما يختلفان تماما عن بعضهما، ولا افهم ابدا كيف يقولون أن ماجد يقلد الساهر، مبينًا أن فخامة الصوت تختلف والاختيارات تختلف (ماجد يميل إلى الغناء العراقي والخليجي ولم يغن قصائد"، وأن كنت أميل أكثر إلى سماع ماجد لبساطته وتواضعه الذين لمستهما في لقائي معه وكذلك المساحة الأكبر التي يوليها لغنائنا العراقي المحبب، وعدد البوماته لايهم بقدر ما يهم الفن الراقي والإحساس الذي يقدمه ويكفينا فخرا أنهما عبد الوهاب وعبد الحليم في الساحة الفنية العراقية حاليًا وبالتوفيق لكليهما".