بغداد - نجلاء الطائي
تطل على خشبة المسرح الوطني مسرحية "ماكو مثلنا"، بطولة الفنان كاظم القريشي والفنانة ميلاد سري، ونخبة من نجوم الفرقة الوطنية للتمثيل وإخراج طلال هادي، والتي تعد أولى مشاريع دائرة السينما والمسرح لإعادة العائلة العراقية إلى دور العرض واستقطابها بمسرحيات هي امتداد لرقي عروض المسرح الكوميدي الجماهيري العراقي .
وتعالج المسرحية مختلف الأوضاع والمشاكل التي يعاني منها المواطن العراقي بأسلوب ساخر لا يخلو من المواقف الكوميدية البعيدة عن السطحية والابتذال وبما يليق بالعائلة العراقية ويوفر لها المتعة المطلوبة بشكل هادف، والمسرحية من تمثيل الفنان كاظم القريشي، الفنانة ميلاد سري، الفنانة أزهار العسلي، الفنان علي جابر، الفنان خضير أبو العباس، الفنان نزار علوان، الفنان صادق الوالي، والمطرب فقار سعدي الحلي، و فنانون آخرون، وستذهب البطولة إلى نجمة عراقية ستكون مفاجأة دائرة السينما والمسرح لجمهورها .
وفي ذلك الأثناء أكد مخرج العمل الفنان طلال هادي أن هذا العمل يعد باكورة أعمال دائرة السينما والمسرح، ضمن دائرة الاعتماد على قدراتها الإدارية والفنية والتقنية بالانتاج، والعمل الجديد عبارة عن "احتفالية" مسرحية جماهيرية كبيرة تضاف إلى سجل المسرح العراقي الرائد، وعودته بعمل يليق بعوائلنا الكريمة ويعد جزءًا من مشروع المسرح البديل الذي يستوعب الجميع.
ويشارك في هذا العمل الكبير نجوم الفرقة الوطنية للتمثيل ونجوم من الفرقة الوطنية لـ"الفنون الشعبية"، ومن ثم توجه الادارة العامة لدائرة السينما والمسرح بتخفيض سعر تذكرة الدخول لجعلها تتناسب والوضع الاقتصادي للعائلة العراقية، مما يتيح الفرصة الأكبر لكل طبقات المجتمع بالاستمتاع في مشاهدة هذا العمل المسرحي الكبير والتواصل مع نجومهم بشكل مباشر من خلال خشبة المسرح، همنا الأول كان ينصب على جودة المضمون الذي يليق بالمشاهد والفن العراقي الراقي على حدٍ سواء، وكما معروف أن دائرة السينما والمسرح ليست جهة تجارية تسعى إلى الربح على حساب ذائقة العمل، بل تسعى إلى العودة بمسرحنا الذي يزدهر بنشاطه الثقافي والاجتماعي ويحفز جميع الأفراد للعودة إلى الحضور للمسرح بقوة ومشاهدة الأعمال بكل احترافية واحترام للذائقة الفنية والأدبية والتربوية، وخصوصًا نحن اليوم أمام أضخم إنتاج مسرحي لعام ٢٠١٧ فيه أكثر من ثلاثين فنان، إضافة إلى فرق فنون الرقص الشعبي وأغاني المربعات البغدادية القديمة.
وعن طبيعة المسرحية، قال الفنان كاظم القريشي إن "هذه المسرحية ذات طابع ريفي بحت، وتعالج المسرحية الكثير من القضايا المهمة التي تحصل بالمجتمع الريفي وانعكاسها على الفرد وكذلك تسلط الضوء على العادات والتقاليد التي أصبحت بالية والبعض متمسك بها"، وتابع القريشي "أتصور أن هذا العمل سيعيد للمسرح عافيته من جانب الحضور الجماهيري بعد النكوص الذي أصاب المسرح الشعبي بفقدان الجمهور وذلك لعدد من الأسباب أهمها طبيعة النص وعدم الالتزام بالأخلاقيات والخروج من النص ومشاركة شخصيات مبتذلة في الكثير من الأعمال لذلك عزف الجمهور عن الحضور وإن شاء الله سيكون هذا العمل فاتحة خير بيننا وبين الجمهور الكريم".
وأشار إلى تجربته الأولى في المسرح الكوميدي وتوقعاته لهذا العمل قائلًا "بالرغم من مشاركتي الأولى في مسرحية كوميدية لكن بالنتيجة أنا أيضًا خريج قسم المسرح إضافة إلى كوني أحد أعضاء الفرقة الوطنية كممثل مسرح، وعملت في المسرح الجاد لكن قد تكون الدراما أبعدتني نوعًا ما عن المشاركة في الأعمال المسرحية ولكن لابد من الرجوع للحب الأول المسرح.
وتابع القريشي أن دوري في العمل ليس كوميديا بمعنى الكلمة وإنما يتناسب مع شخصيتي التي اعتاد الجمهور أن يراني فيها ، لافتًا إلى أن حبه للمشاركة لكونه من الأعمال ذات طابع الإنتاج المباشر لدائرة السينما والمسرح أي إننا لن نقع تحت دكتاتورية منتج معين وإنما بإشراف مباشر من قبل إدارة الدائرة والتي ليس هدفها كمية التذاكر المباعة من دون النظر إلى المحتوى، هنا اختلفت الموازين حيث العمل ونوعيته هما سيدا الموقف.
ويرى القريشي أن مثل هكذا أعمال تضاف إلى اسم الفنان وتاريخه ويجب أن تعود بقوة إلى المسرح، حتى تحضر العائلة العراقية وهي مطمئنة بأنها لن تشاهد ما يخدش حيائها، وبشأن شخصيته في المسرحية كشف القريشي هي شخصية معلم موجود في المحلة عاش قصة حب مع سيدة تعود للوطن من بعد سنوات غربة طويلة ويستقبلها أهل مدينتها بالأفراح مرحبين بعودتها ومن ثم تتوالى الأحداث.
وذكرت الفنانة ميلاد سري وهي إحدى نجمات العمل "أشارك بهذه المسرحية بدور "وفية الدلالة" شخصية كوميدية معارضة للأحداث التي تحصل وتنتقدها بطريقة كوميدية وبعد توالي الأحداث حتى يكتشفوا أن كلامها صائبًا، متمنية أن يلاقي العمل صداه الذي يستحقه لما يمتلكه من رصانة وحبكة في الجوانب الفنية المتمكنة وبخاصة أننا من خلاله سنلتقي بالعائلة العراقية مجددًا بروح المحبة والعودة للأعمال المسرحية التي ستخلد.