مسلسل "رحيم"

جذب مسلسل "رحيم" الذي تم عرضه في شهر رمضان، على العديد من القنوات الفضائية، قطاعًا عريضًا من المشاهدين، وللعام الثاني على التوالي ينجح النجم المصري ياسر جلال في إثبات نجاحه في البطولة المطلقة من خلال اختياره لعمل مميز ومختلف لفت إليه الأنظار، وحقق مردودًا إيجابيًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومسلسل "رحيم"، جسد مجتمع رجال الأعمال بشكل مختلف عن ما تم تناوله في الدراما من قبل، حيث تدور أحداث العمل حول أحد رجال الأعمال البارزين يسمى "رحيم"، والذي كانت له مكانه ومركز مرموق قبل قيام ثورة يناير/كانون الثاني 2012 في مصر، حيث كان من سادة البلد الذي يستثمر أمواله في العديد من القطاعات الاقتصادية داخل مصر، وبعد قيام الثورة يتم القبض عليه وسجنه لمدة سبعة سنوات، ثم يخرج ليواجه مجتمعًا مختلفًا تماما عما أعتاد عليه، ويبدأ في رحلة استرداد أمواله، وأثناء ذلك يتم اكتشاف تورطه في تجارة السلاح وغسيل الأموال وغيرها من الأعمال المشبوهة.

أحداث العمل جمعت بين الإثارة والتشويق والحركة في إطار من الرومانسية، ولم يخل من الكوميديا الموظفة حسب الموقف. واستضاف هذا العمل كوكبة من النجوم "كضيوف شرف" على رأسهم الفنان أحمد السقا الذي يظهر كضيف شرف لأول مرة في تاريخه الفني، وكذلك الفنانة هالة صدقي، والفنان أحمد زاهر، والفنان فتحي عبد الوهاب.

وشارك في بطولة هذا العمل إلى جانب الفنان ياسر جلال كلا من الفنان محمد رياض وحسن حسني، ودينا، ودنيا عبد العزيز، وطارق عبد العزيز، وإيهاب فهمي، بالإضافة إلى عدد من الوجوه الجديدة، والعمل من تأليف محمد إسماعيل أمين في ثاني تعاون بينه وبين الفنان ياسر جلال بعد مسلسل "ظل الرئيس"، وإخراج محمد سلامة، وإنتاج شركة فنون مصر للإنتاج والتوزيع.

وعن تقييمها لمسلسل "رحيم"، تحدثت الناقدة ماجدة خير الله لـ"العرب اليوم"، قائلة "هذا العمل أضاف إلى رصيد الفنان ياسر جلال الكثير، بعد نجاحه السابق وأثبت قدرته على البطولة المطلقة للأعمال الدرامية، فقد استطاع أن يخطف أنظار المشاهدين للعمل منذ عرض الحلقة الأولى، واستمرت حالة الانجذاب بين المشاهد والعمل حتى حلقاته الأخيرة، لأنه قدم الاثارة والتشويق ممزوجة بعنصر المفاجآت والغموض. ولفتت "المميز في هذا العمل أيضا البعد عن مشاهد العنف والضرب والأكشن المبالغ به في العديد من الأعمال الدرامية التي تحمل نفس التيمة التي قدمها مسلسل (رحيم)" .

واستطردت حديثها قائلة: مسلسل "رحيم" أضاف إلى مشوار جميع النجوم المشاركين في هذا العمل خاصة الفنان محمد رياض الذي قدم نفسه للمرة الأولى بشكل مختلف تماما، حيث جسد دور "حلمي" صديق "رحيم"، فهو دور يحمل الشر في كل أفعاله بعكس ما تعودنا عليه من تقديمه لأدوار الطيبة والخير، أيضا الفنان صبري فواز الذي قدم دور "عماد" الذي يكره "رحيم" ويدبر له العديد من المكائد وهو دور مميز للغاية، ايضا الفنان القدير "حسن حسني" الذي قدم دور الأب وكانت بينه وبين "رحيم" العديد من اللمحات الإنسانية، وكذلك الفنان طارق عبد العزيز قدم دورًا مميزًا جدا .

وفي السياق نفسه، كان للناقد نادر عدلي رأي مختلف تماما في تقييمه لمسلسل "رحيم"، حيث أعتبره من أسوء الأعمال الدرامية التي عرضت في شهر رمضان لهذا العام، وأوضح رأيه في حديثه لـ "العرب اليوم"، وقال: فكرة العمل مضطربة غير واضحة المعالم، المؤلف والمخرج ليس لديهم تصور حقيقي لطبيعة شخصية "مهرب الأموال" الذي قدمها الفنان ياسر جلال، وعلى الرغم من أن بطل العمل تاجر في السلاح والمخدرات ويقوم بأعمال البلطجة، ورجل أعمال فاسد، إلا أنه تم تقديمه في شكل رجل مطلوب من المشاهد التعاطف معه، فخرج عن الشكل والمضمون الحقيقي له.

أما عن تقييمه لأداء الممثلين المشاركين، فيقول: "العمل بما أن معالجته الدرامية وأسلوب إخراجه ضعيف جدا، فبالتالي أداء الفنانين المشاركين في هذا العمل سيكون على نفس النهج، فعلى سبيل المثال الفنان ياسر جلال بطل العمل انفعالاته واحدة طوال الـ 30 حلقة في كل المواقف، أما الفنان صبري فواز فأعتبر اداؤه كاريكاتيري شديد الساذجة للفت الانتباه له فقط، كما إن شخصيته ليست لها أي قيمة في العمل أو ابعاد درامية، أما الفنانة اللبنانية نور ظهرت بشخصية باهته جدا، بلا دوافع لحب البطل أو الزواج منه، فالعمل مفكك لأقصى درجة، لذا لا يمكن محاسبة الفنان على أداؤه، لأن الممثل الذي يقدم دورًا جيدًا لابد أن يكون في إطار جيد".