مسلسل ليالي أوجيني

اتفقت العديد من المسلسلات الرمضانية لهذا العام على "تيمة" محددة، وهي الإثارة والأكشن، وبعد عرض الحلقات الأولى من المسلسلات أعلن العديد من رواد المواقع التواصل الاجتماعي ان معظم الأعمال أصابتهم بالاكتئاب، ومنها "كلبش2" الذي يقوم ببطولته الفنان أمير كراره، والذي قدّم دور "سليم الأنصاري" الذي قُتلت عائلته بالكامل في الحلقة الأولى من العمل، وكذلك مسلسل "رحيم" الذي يقوم ببطولته الفنان ياسر جلال، و يقوم فيه  بدور رجل أعمال يُسجن بعد قيام ثورة يناير 2012 وعندما يخرج بعد سبعة سنوات من سجن العقرب يجد والده الذي يقوم بدوره الفنان حسن حسني، يعيش في المقابر، ويبكي لرؤيته.

من الأعمال التي بدت كوميدية ولكنها أيضا نقلت الكآبة لنفوس المشاهدين مسلسل "بالحجم العائلي" للفنان يحيي الفخراني الذي يقوم بدور السفير "نادر" الذي يمتلك منتجع سياحي في مرسى علم ويعيش بعيدًا عن زوجته وأولاده، ويظل ينتظر أولاده كل عام في ليلة رأس السنة على أمل أن يقضوا معه هذا اليوم، ولا يأتون له ويختلقون الحجج من أجل الابتعاد عنه، أما مسلسل "ليالي أوجيني" الذي يقوم ببطولته الفنان ظافر العابدين والفنانة أمينة خليل، فقد ظهرت فيه "كاريمان" التي تقوم بدورها الفنانة أمينة خليل التي تعاني من قسوة زوجها ومعاملته لها بشده وعنف، ولكنه فاجأها بدعوتها على العشاء في أحد الكازينوهات وفي نفس الوقت يخطط لحرمانها من ابنتها، وتنتهي الحلقة بقتلها له.

وتحدثت إحدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي علا أحمد، عن الأعمال التلفزيونية فقالت: شاهدت الحلقات الأولى للعديد من الأعمال التي أصابتني بالاكتئاب من ضمنها مسلسل "سلسال الدم" الجزء الأخير، وخاصة مشهد إصابة "ناصرة" التي تقوم بدورها الفنانة عبلة كامل، بالجلطة جراء الإفراج عن "هارون" الذي يقوم بدوره الفنان رياض الخولي، ولفتت "كنا نتمنى أن تخرجنا مسلسلات رمضان من الاكتئاب والمشاكل والهموم التي نشعر بها في حياتنا، ولكن للأسف الشديد الأعمال الدرامية هذا العام واصلت موجة الكآبة والحزن الذي نعيش فيه".

وتقول هبة عبد الحكيم، وهي إحدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي: في الماضي كنا نشاهد الأعمال التي تشعرنا بالمتعة والسعادة من فوازير رمضان، وحكايات ألف ليلة وليلة، ولكن في هذا العام شعرت وكأن المسلسلات متفقة على شيء واحد وهو مشاهد الحزن والكآبة، فوجدت نفسي أبكي بشدة عندما أشاهد أي عمل، ومن ضمن تلك الأعمال مشهد موت "أم زين" في مسلسل "نسر الصعيد" بعد إصابتها بالسرطان، وأيضا بكيت بشده عندما كانت "كاريمان" تصرخ وتتوسل إلي زوجها الذي حرمها من طفلتها في مسلسل "ليالي أوجيني".

وعلى الرغم من إجماع الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي على هذا إلا إن النقاد كان لهم رأي مختلف تماما، حيث تحدث الناقد محمود قاسم وقال: لا أتفق تماما مع هذا الرأي، لأن معظم الأعمال الدرامية التي شاهدتها وجدتها بها عمق شديد، من ضمنها مسلسل الزعيم عادل إمام "عوالم خفية"، وكذلك مسلسل "رحيم" للفنان ياسر جلال، ومسلسل "طايع" للفنان عمرو يوسف، ومسلسل "ممنوع الاقتراب أو التصوير" للفنانة زينة، و"مليكة" للفنانة دينا الشربيني، وجميع الأعمال على الرغم من أحداثها التي يظن البعض أنها تنقل الكآبة والحزن إلي النفوس وجدتها ما هي إلا تجسيد للواقع الحقيقي الذي نعيشه وتلك هي الدراما الحقيقية والفن، وتابع: الأعمال الكوميدية ترسم الضحكة والابتسامة ولكن بشكل مزيف وفي واقع خيالي غير حقيقي، لكن الأعمال الدرامية لهذا العام أتسمت وتميزت بالواقعية.

ومن جانبها، قالت الناقدة ماجدة خير الله: إذا كان هناك اجماع من رواد مواقع التواصل الاجتماعي على إن مسلسلات رمضان تضخ الكآبة، فهذا غير صحيح، حتى لو أجمع على ذلك المئات من رواد تلك المواقع، فأنا كناقدة أرى بعين مختلفة تلك الأعمال، ووجدت معظم الحلقات الأولى لهذه الأعمال كانت بدايتها طبيعية وليست مفجعة، لأن تلك الأعمال تختلف عن الكوميديا، فمن الطبيعي أن تتضمن حلقاتها نوع من الإثارة والتشويق والأحداث المؤثرة التي تجذب المشاهد لها لمتابعتها.