أثينا ـ سلوى عمر
توفي المغني اليوناني الشهير ديميس روسوس، الاثنين، عن عُمر يناهز 68 عامًا، علمًا بأنًّ الصحف المحلية لم تذكر حتى الآن أسباب الوفاة.
وولد روسوس، واسمه الحقيقي آرتيميوس فينتوريس روسوس، في 15 يوليو/تموز 1946 في مدينة الإسكندرية، وترعرع في كنف أسرة يونانية موسيقية؛ إذ كانت والدته الإيطالية الأصل مغنية، فيما كان والده اليوناني عازفًا على الغيتار الكلاسيكي.
وقد أتقن ديميس الصغير، أثناء تلقيه تعليمه في مدرسة موسيقية، العزف على العديد من الآلات الموسيقية، كالغيتار والأورغن والبوق والكونترباص.
وعاش روسوس في مصر حتى عام أزمة قناة السويس، فانتقل مع أسرته إلى اليونان العام 1956.
وبدأ روسوس حياته الفنية في عُمر الـ15 عامًا بهدف كسب المال، وذلك بعزفه مع فرق الجاز في الحانات والمطاعم والفنادق.
وانتقل الفنان الشاب العام 1968 إلى باريس بصحبة فرقة "Aphrodites Child" التي أسسها مع الموسيقار اليوناني الكبير فانغيليس، الحائز لاحقًا على "أوسكار" أفضل عمل موسيقي عن فيلم "عربات النار" العام 1981.
وحققت الفرقة الموسيقية نجاحًا ملحوظًا في فرنسا، لاسيما بعد إصدارها أغنية "Rain&Tears".
وظلّ روسوس يعمل في الفرقة مع فانغيليس ولوكاس سيديراس حتى العام 1971، حين قرر الانفصال عن الفرقة ومواصلة مشواره الفني منفردًا، ليشهد ألبومه "On The Greek Side of My Mind" النور نهاية العام ذاته.
ويعتبر روسوس أحد أشهر الموسيقيين والمغنيين اليونانيين الذين حققوا شهرة عالمية واسعة، بفضل إبداعاته وأغانيه التي أداها باللغات الإنكليزية واليونانية والفرنسية وغيرها، ومن بينها "Goodbye my Love, Goodbye" و"From Souvenirs to Souvenirs" و"Forever and Ever"، وكذلك أغنية "far away"، التي تعتبر بمثابة البوابة التي أدخلته العالم العربي، لاسيما وأنَّ إيقاع الأغنية شرقي بامتياز.
وعاش روسوس تجربة استثنائية العام 1985 عندما وقع ضحية اختطاف طائرة، إذ احتفل خاطفوه معه بعيد ميلاده أثناء فترة احتجازه رهينة فريدة من نوعها، ومن ثم أُطلق سراح جميع الرهائن دون مقابل.
ولم يقتصر انتشار أغاني روسوس على نسخها الأصلية، إذ أنها حازت إعجاب موسيقيين وقادة فرق أوركسترالية قاموا بتوزيع أغانيه، من هؤلاء الموسيقار الفرنسي الراحل بول ماريا، الذي أصدر ألبومًا كاملاً لأغاني الفنان اليوناني بتوزيع موسيقي.
ويوصف صوت ديميس روسوس بأنه من الأصوات المميزة التي يصعب خلطها بأي صوت آخر، كما أنه نجح بخلق أسلوب فني خاص به يجعل لأغانيه وموسيقاه نكهة وطابعا متميزين.
وقد أحيا الفنان الراحل الكثير من الحفلات في مختلف مسارح العالم، كما شارك في مهرجانات في بلدان عربية، وكان أولها مصر التي احتضنت طفولته.