المُخرجة المتألقة خيرية منصور

كشفت المُخرجة المتألقة خيرية منصور أسباب تألقها في عالم الفن، موضحة أن الفنان والمخرج الكبير يوسف شاهين، هو من صقل موهبتها الفنية، حيث تبلورت وانصقلت من خلاله ومن خلال دراستها في مصر. كما تحدَثت عن مسيرتها الفنية بقولها، "دخلت عالم الإخراج من خلال دراستي على يد أبرز روَاد الفن العراقي في أكاديمية الفنون الجميلة كالمرحوم الفنان القدير جعفر السعدي والدكتور سامي عبد الحميد وغيرهم". 
 
وعززت خيرية منصور ومن خلال حوار موسع لها مع "العرب اليوم "نجاحها في فيلمها الثاني 100/100 سيناريو وإخراج عام 1992. وتابعت بدأت تجربة الإخراج بمهارة ومقدرة عالية ضمن مشاركاتها كمساعدة مخرج مع مخرجين مهمين مثل صلاح أبو سيف في فيلم القادسية، يوسف شاهين في أربعة أفلام "حدوتة مصرية"، "إسكندرية كمان وكمان"، "المصير من عام 1980 إلى عام 2003".
 
وكشفت عن اخراجها 42 فيلما تسجيليا سينمائي وتلفزيوني في العراق ومصر وسورية والأردن فضلا عن إخراج عدد من المسلسلات التلفزيونية المهمة وسهرات تلفزيونية. وعن أخر اعملها الفنية قالت: "حصلت على مخطوطة كتابها الرائع عن يوسف شاهين "شرنقة يوسف شاهين الحريرية" المؤمل طبعه في دار الشؤون الثقافية في بغداد قريبا"، مؤكدة عن كتابة بعض سناريوهات الأفلام القصيرة في بغداد عن سنوات الحصار القاسية.
 
وطالبت المنصور باحتضان الشباب المبدعين واعتبرت ان الفلم السينمائي هو سفارة متنقلة. واستغربت من عدم رؤية وجوه جديدة في السينما العراقية حيث وأوضحت أن طبيعة المجتمع العراقي المحافظ سببا في عزوف الفتيات الدخول في مجال الفن. وأشارت إلى انها متفاعله دوما ومنشغلة وكثيرة النقد والتصويب وحريصة على إتقان الاعمال العراقية المعروضة التي مازالت تقدم إرثا للثقافة السينمائية العراقية، وفي نفس الوقت تخلو من البصمات النسوية ومن المخرجات القديرات الغاليات والثمينات والتي لا تعويض لهن.
 
وبخصوص أطلاقها موقع الصّدى (الأدبي، الثّقافي، السِّياسي والفنّي) وما أهميته؟ وهل اعتزلت الإخراج، أوضحت، "ان موقع الصدى هو موقع شامل وحافل بكلِّ صنوف الأجناس الأدبيّة والثَّقافية والفنِّيّة، حيث اشتغلت ساعات طويلة على مدى الأيام الماضية مع فريق العمل إلى أن وصلت إلى تثبيت الموقع على الشَّبكة العنكبوتيّة بحلّته الرّاقية، اما بشأن اعتزالي الإخراج، تؤكد منصور في حالة عرض لي نص قيِّم ويحكي واقع العراق وفيه رسالة إنسانية لمأساة بلدي "فلا اتردد في قبوله على الفور".
 
وترى المخرجة خيرية منصور ان موقع الصدى ترك صدى طيّباً على السّاحة الإبداعيّة منذ اللّحظات الأولى من إطلاقه، لما يتضمّن من خصوصيّة راقية لاحتضان الأقلام والآفاق الرَّائدة لمبدعات ومبدعي الشَّرق في تقديم الكلمة، اللّون، الثّقافة، الفكر النيّر والحرّ، والإبداع الخلّاق، بروح تنويريّة رائدة.
 
ودعت منصور الأحبة الكتاب والشعراء والأدباء والمفكرين والفنانين والفنانات للكتابة والمساهمة في موقع "الصَّدى" المستقل في توجّهاته ورؤاه وتطلُّعاته الفسيحة، والمتألِّق في محتوياته وتنوّع مشاركاته الأدبية والثّقافية والفنِّية والسياسية الطليعية، حيث يكتب في الموقع منذ انطلاقته مئات المبدعات والمبدعين من شتّى التخصصات من العديد من دول العالم.
 
يُشار إلى أن الساحة السينمائية العراقية تخلو من حضور نسوي فاعل فيها لاسيما في مجال صناعة الفلم الروائي الطويل والإقدام على تقديم دراما سينمائية تكون من شانها أن تحقق نجاحا جماهيريا فاعلا ومؤثرا من هنا تعرفنا جميعا على خيرية المنصور عندما ظهرت على أرضية الثقافة العراقية التي تمتاز بالذكورة والخشونة وصعوبة التقبل أو الاختراق وكان ذلك في أول فلم لها هو 6/6 سيناريو اخراج خيرية1988.