فيينا - العرب اليوم
تزداد المؤشرات التي تفيد بأن "منظمة الدول المصدرة للنفط" (أوبك) تتجه إلى تمديد اتفاق خفض المعروض في اجتماع المنظمة في فيينا أواخر الشهر الجاري، إذ قال وزير النفط البحريني الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة أمس، إن لا مبرر لعدم تمديد اتفاق خفض المعروض النفطي المبرم بين كبار الدول المنتجة للخام في 30 تشرين الثاني/نوفمبر. وجاءت تصريحات الوزير أمام الصحافيين في أبوظبي على هامش "معرض ومؤتمر أبوظبي للبترول" (أديبك).
في سياق مرتبط، أكدت "وكالة الطاقة الدولية" أمس الثلاثاء، أن "من المرجح على ما يبدو نمو الطلب العالمي على النفط بوتيرة أكثر تباطؤاً خلال الأشهر المقبلة، في وقت يقلص ارتفاع درجات الحرارة استهلاك الخام ما قد يدفع السوق مجدداً صوب تسجيل فائض في النصف الأول من العام المقبل". وخفضت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب على النفط في تقريرها الشهري، بمقدار 100 ألف برميل يومياً للعامين الحالي والمقبل إلى 1.5 مليون برميل يومياً هذه السنة و1.3 مليون برميل يومياً في 2018.
وأضافت: "هل يعني هذا أن السوق وجدت وضعاً طبيعياً جديداً ربما انتقل فيه الحد الأدنى المقبول من 50 دولاراً للبرميل إلى 60 دولاراً للبرميل؟ قد تكون هذه وجهة نظر لها جاذبيتها، بافتراض أن تعطلات الإمدادات ستستمر وأن التوترات في الشرق الأوسط لن تنحسر. لكن، إذا ثبت أن هذه المشاكل موقتة، فإن إلقاء نظرة جديدة على العوامل الأساسية سيؤكد وجهة النظر التي عبرنا عنها الشهر الماضي بأن توازن السوق في 2018 لا يبدو قوياً كما يرغب البعض، وأن هذا في الحقيقة ليس وضعاً طبيعياً جديداً".
وأشارت الوكالة إلى أن إنتاج "أوبك" انخفض 830 ألف برميل يومياً على أساس سنوي في تشرين الأول/أكتوبر، ومن المتوقع أن يتراجع الطلب على خام المنظمة إلى 32.6 مليون برميل يومياً في الربع الأخير من السنة، وإلى 32 مليون برميل يومياً في الربع الأول من 2018.
وبخلاف ضعف الطلب، فإن نمو الإمدادات من الدول غير الأعضاء في "أوبك" يشكل الخطر الأكبر على توازن السوق. وتابعت الوكالة "سيلي نمو الإنتاج من خارج أوبك بواقع 700 ألف برميل يومياً هذه السنة، إنتاج إضافي قدره 1.4 مليون برميل يومياً في 2018، وسيواجه نمو الطلب العام المقبل صعوبة في مواكبة ذلك". ولفتت إلى أن "استناداً إلى سيناريو يتم فيه الإبقاء على المستويات الحالية لإنتاج أوبك، فإن سوق النفط تواجه تحدياً صعباً في الربع الأول من 2018، إذ من المتوقع أن يتجاوز المعروض الطلب بواقع 600 ألف برميل يومياً، على أن يلي ذلك فائض آخر أقل قدره 200 ألف برميل يومياً في الربع الثاني من 2018".
وأضافت أن "من المتوقع أن يتسارع النمو إلى 1.4 مليون برميل يومياً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة، على رغم أن درجات الحرارة المعتدلة وارتفاع الأسعار سيكبحان الطلب". وتراجعت أسعار النفط لليوم الثالث على التوالي، ونزلت العقود الآجلة لخام "برنت" 34 سنتاً إلى 62.82 دولار للبرميل، في حين تراجع الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 27 سنتاً إلى 56.49 دولار للبرميل. إلى ذلك، أكدت شركة "إيني" الإيطالية أنها وقعت اتفاقاً للتنقيب وتقاسم الإنتاج تدير بموجبه الرقعة 52 الواقعة قبالة سواحل سلطنة عمان.
في السياق، اتفقت "شركة بترول أبوظبي الوطنية" (أدنوك) و "إكسون موبيل أبوظبي للعمليات البترولية البحرية" و "إنبكس" اليابانية على زيادة طاقة إنتاج حقل "زاكوم العلوي" النفطي إلى مليون برميل يومياً بحلول 2024. إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء السوري عماد خميس "البدء فعلياً بإعادة تأهيل قطاع الطاقة"، متوقعاً أن "يعود خلال السنوات القليلة المقبلة إلى ما كان عليه"، فيما كشف وزير النفط السوري علي غانم عن اشتمال مشروع استثمار غاز شمال دمشق لثلاثة مواقع للغاز في قارة والبريج ودير عطية (ريف دمشق) مقدراً احتياط الغاز المقدر في هذه المواقع بنحو 20 بليون متر مكعبة.
وأشار إلى أن المخطط الإنتاجي لحقول منطقة شمال دمشق بداية الشهر الرابع من العام المقبل، يستهدف إنتاج نحو مليون متر مكعبة من الغاز يومياً، ويستهدف نهاية العام المقبل نحو 2 مليون متر مكعبة من الغاز من منطقة حقول شمال دمشق. إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة "توتال" باتريك بويان إن الشركة ستعيد النظر في مشروعها الإيراني للغاز إذا قررت الولايات المتحدة الأميركية فرض عقوبات أحادية الجانب على طهران، نظراً لمصالح الشركة في السوق الأميركية.
في سياق منفصل، أكدت شركة "روس نفط" الروسية أنها ستستثمر أكثر من بليوني دولار في حقل "ظُهر" المصري، لافتة إلى أن "من المتوقع أن يصل إنتاج الحقل، الذي قد ترفع حصتها فيه إلى 35 في المئة، إلى 29 بليون متر مكعبة من الغاز سنوياً". وأشارت إلى أنها تعتزم بدء الإنتاج في مصر خلال الأشهر المقبلة. وأضافت أنها ستدشن حقلي "يوروبشينو- توخومسكوي" و "كوندينسكوي" النفطيين في روسيا بنهاية السنة.