واشنطن - العرب اليوم
سجلت عملة بيتكوين الرقمية المشفرة مطلع هذا الأسبوع، أعلى مستوى لها منذ بداية العام، حيث بلغ سعرها الاثنين الماضي 5723 دولاراً. ولا يستبعد محللون استمرار الصعود باتجاه 10 آلاف دولار هذه السنة استناداً إلى أداء هذه العملة في الأشهر القليلة الماضية، فقد أنهت 2018 بإقفال سعر عند 3691 دولاراً، أي أن نسبة الصعود منذ بداية العام بلغت 55 في المائة.
ويذكر أن عام 2018 كان سيئاً بالنسبة للعملات الرقمية عموماً وبيتكوين على وجه الخصوص، بعدما هبط سعرها من نحو 17100 دولار في أوائل يناير (كانون الثاني)، إلى 3200 دولار فقط في 16 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وسجل شهر أبريل (نيسان) الماضي أعلى نسبة صعود هذه السنة. ويستمر الأداء جيداً نسبياً خلال مايو (أيار) الحالي. وبالنظر إلى سوق الخيارات (أوبشنز) التي تعبر عن الرهانات، فهناك احتمال واحد على خمسة أن تصعد هذه العملة إلى 10 آلاف دولار بحلول نهاية السنة وفقاً لمعادلة SKEW المستخدمة لدى المراهنين.
ويذكر أن الاتجاه العام في أسواق العملات الرقمية هو نحو الصعود، فعملة «ايثيريوم» كسبت 23 في المائة منذ بداية العام، و«ليتكوين» قفزت 146 في المائة. وسجل مؤشر بلومبيرغ الخاص بقياس بمتوسط أداء هذه العملات مجتمعة صعودا بنسبة 26 في المائة، علماً بأن هذه القفزات لم تشمل عملة «ريبل» التي تراجعت 13 في المائة منذ بداية العام حتى الاثنين الماضي.
ويعتمد المتداولون بهذه العملات التحليل الفني لـ«غرافيك» الأداء دورياً، لأن التحليل الأساسي غير موجود بالنظر إلى أن السلعة افتراضية وغير متوفرة في الاقتصاد الحقيقي. ووفقاً لذلك التحليل القارئ لتذبذب منحنيات ومصاعد الأداء، فإن نسبة 43 في المائة من المتداولين ترى علامة إيجابية تنبئ بصعود إضافي متواصل من 50 إلى 200 يوم، مقابل نسبة 24 في المائة تعتقد أن تلك القراءة المتفائلة فخ يمكن أن يطبق على المتحمسين لزيادة الشراء، بحيث إن المشترين قد يخسرون إذا تصححت الأسعار، وهناك نسبة 19 في المائة لا ترى في قراءة «الغرافيكس» أي دلالات ذات معنى استنادا إلى الأداء التاريخي، وذلك وفقاً لاستطلاع أجراه المحلل المتخصص توماس لي من «فندس ترات».
وفي جانب المتفائلين، هناك آرثر هيس الشريك المؤسس في منصة «بيتمكس» الذي يقول في خلاصة على موقعه: «نتوقع صعود بيتكوين إلى 10 آلاف دولار هذه السنة». ومن شركة «بلاس هولدر» يقول كريس بيرنيسكي: «ستصل قيمة العملات الرقمية إلى تريليون دولار، صعودا من 187 مليارا هي قيمتها حاليا، وذلك بنتيجة موجة صعود متوقعة أشبه بالتي سادت في الفصل الأخير من عام 2017 عندما صعدت الأسعار إلى مستويات شغلت عالم المال بأجمعه آنذاك».
لكن محللا من شركة «أدمانت كابيتال» يخالفه الرأي حول قرب عودة الصعود، إذ لا يتوقع الطفرة المحكي عنها هذه السنة، بيد أنه لا ينفي أن مستثمرين جددا يقتنون العملات الرقمية لا سيما بيتكوين، وأن استمرار هذا الإقبال سيرفع السعر إلى مستوى 6500 دولار قريباً.
وعلى صعيد المستثمرين، لاحظ المتداولون عودة صناديق ومحافظ وكبار مستثمرين إلى بناء مراكز جديدة بشراء عملات رقمية معينة، واللافت بين هؤلاء بعض صناديق التقاعد التي عادة لا تقبل على المخاطر ولا تضارب، بل تفتش عن عائدات ثابتة أو شبه ثابتة حتى لو أتت قليلة نسبيا.
وإقبال هذه الصناديق لاحظته دراسة أجرتها شركة «غرينويتش اسوشيت» لمصلحة شركة «فيديليتي» لإدارة الأصول. وفي استطلاع واكب الدراسة شمل 441 مستثمرا، أكد 50 في المائة من العينة أنهم منفتحون على الاستثمار في العملات الرقمية في السنوات الخمس المقبلة، سواء كان ذلك مباشرة أو عبر صناديق تستثمر في عملات رقمية من الجيل الثاني، أي الجيل الأقل عرضة للتذبذب الحاد.
وبين المستثمرين المؤسساتيين، أكد استطلاع آخر أجرته «غلوبال كوستوديان» و«ذا تريد كريبتو»، أن شريحة 50 في المائة من الصناديق الممولة للجامعات الأميركية بصدد زيادة استثمارها في العملات الرقمية خلال الـ12 شهراً القادمة، مقابل 34 في المائة أكدت أنها لن تزيد انكشافها على هذا القطاع، وعبرت نسبة 7 في المائة فقط عن رغبتها في خفض استثماراتها في العملات الرقمية. وشمل هذا الاستطلاع 150 صندوقا استثماريا أميركيا.
أما الدافع وراء هذا الإقبال، فهو مرحلة التنظيم المتوقع وصولها إلى قطاع العملات الرقمية، لكن إذا تأخر التنظيم سيتراجع الإقبال وتقل الثقة بمنصات التداول، وبالتالي ترتفع درجة التذبذب وتنقص السيولة.
ويذكر أن استطلاعات الرأي أكدت أن شباب الألفية، المتراوحة أعمارهم بين 18 و34 سنة هم الأكثر حماسا للعملات المشفرة؛ فنسبة 42 في المائة من هؤلاء أكدت رغبتها في شراء بيتكوين. في المقابل، لاحظ متداولون أن زيادة التنظيم والرقابة ليست في مصلحة الأسعار، إذ هي تكبحها من خلال كبح المضاربة، كما أن الضرائب التي تفرض على تجارة هذه العملات لا تسعف موجة صعود أسعارها.
وتتوقع شركة «غالاكسي» الأشهر في عالم تداول العملات الافتراضية أو الرقمية، التي خسرت 272 مليون دولار العام الماضي في هذه السوق، أن تصعد عملة بيتكوين إلى 8 آلاف دولار. ففي الربع الأول استطاعت «غالاكسي» أن تربح 54 مليون دولار، بعدما كانت باعت بخسارة ثم أعادت الشراء عند أدنى مستويات الأسعار في الفصل الأخير من السنة الماضية.
وقد يهمك ايضًا:
وفاة مؤسس شركة "كوادريغا" للعملات الرقمية تنتج عنها خسارة 145 مليون دولار
"بتكوين" تواصل انخفاضها وتفقّد نحو 30% من قيمتها خلال أسبوع