مخاوف من سحب الاستثمارات التركية خلفًا للأحداث الأخيرة
القاهرة ـ محمد عبد الله
عبر رجال الأعمال المصريون عن بالغ استيائهم للتدخل التركي في الشأن المصري في أعقاب فض اعتصامات رابعة العدوية ونهضة مصر. وأكد رجال الأعمال المصريين والأتراك استمرار المشروعات التركية القائمة حالياً في مصر رغم توتر العلاقات بين البلدين والتي تصاعدت لدرجة استدعاء سفيرا البلدين في القاهرة
وأنقرة، بعد قيام تركيا بالتدخل بشكل سافر ومطالبتها لمجلس الأمن بفرض عقوبات على مصر.
وقال رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين المهندس حسين صبور، إن الاستثمارات التركية القائمة في مصر آمنة لا مساس بها.
وأضاف أن هناك أكثر من 250 ألف مصري يعيشون على هذه الاستثمارات والتي تتجاوز نحو ملياري دولار.
وعبر عن رفضة التام لتدخل تركيا في الشأن المصري، مؤكدا أنه ليس من المقبول الممارسات التي قامت بها تركيا حيال إرادة الشعب المصري العظيم.
وشدد على رفضة التام لمحاولات تشوية صورة مصر من جانب المسؤولين الأتراك، مشيراً إلى أن مصر لم تتدخل في الشأن التركي على الإطلاق حينما قامت بفض اعتصامات ميدان تقسيم في اسطنبول وغيرها من الميادين التركية بالقوة.
وأشار إلى أن الفترة المقبلة لن تشهد ضخ استثمارات تركيا جديدة في مصر لحين عودة الأمور إلى سابق عهدها.
وأوضح أن رجال الأعمال في الجانبين لن يعلقوا الاستثمارات القائمة تجنبا لنزيف الخسائر الذي قد يلحق بهذه الاستثمارات.
وقال أن عمليات استدعاء السفراء من الجانبين سيؤثر سلباً على خطط التوسع الاستثماري التي تم الإعلان عنها خلال الفترة الماضية والتي كانت تستهدف الوصول بالاستثمارات التركية في مصر إلى نحو 5 مليارات دولار.
ومن جهته أكد رئيس مجلس الأعمال المصري التركي في مصر عادل اللمعي، حماية الاستثمارات التركية الموجودة في مختلف المدن الصناعية في مصر، خاصة وأن العاملين فيها مواطنون مصريون.
وأوضح أن عدد العاملين المصريين في المصانع التركية في مختلف المدن الصناعية يتجاوز 50 ألف عامل، وبالتالي لابد من فصل الملف السياسي عن الاقتصادي خلال الفترة الراهنة.وفي سياق متصل أشار رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال الأتراك المصريين اتيلا اتاسيفين في تصريحات سابقة أن تركيا خصصت نحو 5 مليارات دولار لتعزيز العلاقات بين البلدين ولم يتم المساس بهذه الاتفاقيات، وبالتالي فإن المستثمرين الأتراك يسعون إلى تنفيذ استراتيجيتهم للتوسع في مصر للوصول بحجم الاستثمارات التركية إلى نحو 5 مليارات دولار خلال الفترة المقبلة.
وأوقفت شركة "يلدز" التركية للصناعات الغذائية الإنتاج في مصر بسبب الاضطرابات، وقال مسؤول رفيع في الصناعة التركية إن شركات أخرى ستحذو على الأرجح حذوها.
وتنتج" يلدز" ما يصل إلى 30 ألف طن من البسكويت من مصنعها في مصر للتصدير إلى الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا وغربها، ويعمل فيها نحو 910 أشخاص في مصر.
ويعمل في مصر نحو 260 شركة تركية معظمها في صناعة المنسوجات باستثمارات مباشرة قيمتها نحو ملياري دولار.