القاهرة ـ تونس اليوم
تمر هذه الأيام الذكرى الـ 1399، لرحيل القائد العربى والصحابى الجليل، عمرو بن العاص، إذ رحل فى الأول من شهر شوال عام 43 هـ، الموافق 6 يناير سنة 664 م. وعمر بن العاص، هوأبو عبد الله، ابن سيد بني سهم من قريش العاص بن وائل السهمي، أرسلته قريش قبل إسلامه إلى الحبشة ليطلب من النجاشي تسليمه المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة فرارًا من الكفار وإعادتهم إلى مكة لمحاسبتهم وردهم عن دينهم الجديد فلم يستجب له النجاشى، وبعد إسلامه فتح مصر بعد أن قهرالروم وأصبح والياً عليها بعد أن عينه عمر بن الخطاب، وظل بها حتى وفاته. ويقال أن عمرو بن العاص توفي في مصر في عام 682 م، عن عمر يناهز 90 عاماً، ودفن في مصر قرب المقطم وهو حي من أحياء القاهرة الجديدة في عصرنا الحالي، تاركاً خلفه ابن واحد اسمه عبدالله.
وبحسب كتاب "تاريخ عمر بن العاص" للدكتور حسن إبراهيم حسن، فإن العديد من المؤرخين العرب من بينهم أبو المحاسن وابن قتيبة وابن الزيات فى كتابه "الكواكب السيارة فى ترتيب الزيارة" والدميرى فى كتابه "حياة الحيوان: باب وعل" على أن عمرو بن العاص دفن بمصر وبالتجديد بسفح جبل المقطم فى ناحية الفخ وكان طريق الناس إلى الحجاز. وقد اختلف فى قبره البعض، فقال صاحب كتاب "المزارات المصرية" أن قبر عمرو بن العاص غربى قبل الإمام الشافعى والموضع به يسمى مقابر قريش، وقال غيره هو غربى الخندق وشرقى مشهد السيدة آمنة ابنه موسى الكاظم.
بينما يرى المؤلف أن موضع قبر عمرو بن العاص، لابد أن يكون قد لعبت به يد النسيان منذ قرون طويلة، فظل التاريخ فى سكون تام بحيث يصعب كشف اللثام عن حقيقة هذا الموضوع لاقتلاع كثير من أحجار المقطم، فلم يعد لموضعه أثر تقريبا، بالإضافة إلى عمرو نفسه كان يقول حين حضره الموت: "وسنوا على التراب سنا، ولا تجعلوا فى قبرى خشبة ولا حجرا" مما يدل على أن قبر عمرو لم يعد له أثر.
ويوضح كتاب حاشية الجمل على شرح المنهج 1-8 ج3" تأليف سليمان بن عمر بن منصور العجيلي، إن عمرو بن العاص، كان ممكن دفنوا فى سفح المقطم مع بعض الصحابى الذين دفنوا فى مصر، بناحية السفح، حيث كان طريق الناس يومئذ للحجاز، وهو احب أن يدعو له كل ما يمر بهذا المكان، ومن هؤلاء الذين قد يكونوا دفنوا فى مصر عبدالله بن الحارث وحذافة السهمى وأبو بصرة الغفارى وعقبة بن عامر الجهنى.
قد يهمك ايضا
"اصنع فرقا بكتاب" تكافل سوداني لإعادة مزاج القراءة في دارفور
ترجمة أعمال فازت بجائزة الشيخ زايد للكتاب إلى أربع لغات