الجزائر - سميرة عوام
مازالت اسطوانات عملاق الطّرب الأندلسي الشّيخ محمد ولد الكرد حاضرة بقوّة في الذّاكرة الشّعبيّة للجزائريّين، فرئيس جمعية أحباب وتلاميذ حسان العنابي الأستاذ لخضر بوبكر، يحنّ بقوة لهذا الصّوت القوي لأن منه خرجت الجزائر من عزلتها الثقافية.
فصوت ولد الكرد صنع نجمه في تلك الفترة، وحسب الأستاذ بوبكر فإن هذا الفنّان تأثّر بأعماله الفنّان الكبير عيسى الجرموني والذي كان كثيرا مـا يقتبس،
إلى جانب أسماء أخرى تأثرت بأعماله.
واعتمد ولد الكرد خلال غنائه على آلة الفحل أو الزرنة وكذلك آلتي الدربوكة والبيانو أو العود، كل هذه الآلات أعطت لصوته الدافئ قوة في الموسيقى وتفاوت في نبرات الصوت و الأداء، حسب رئيس جمعية أحباب وتلاميذ حسان العنابي.
وسجل شيخ ولد الكرد 75 اسطوانة منها تسجيل 10 اسطونات خلال عام 1934 بالإضافة إلى تسجيل 10 اسطـوانات أخرى في عام 1937 إلى جانب تسجيل 21 اسطوانة 1938، وخلال عام 1939 اختتمت مرحلة أعماله الأولى بتسجيل8 اسطوانات.
وفي 19 تشرين الأول/أكتوبر عام 1951 انطفأت شمعة ولد الكرد بعد أن أقعده المرض الفراش، ومنذ ذلك الوقت بقيت اسطوانات هذا العملاق حاضرة بقوة في المقاهي الشعبية في الجزائر وفي عنّابة خصوصا أنها مسقط رأسه والتي تشهد له وفي دكاكينها المتراصة قوة الأداء والصوت اللذان ميّزا الشيخ ولد الكرد، لأنه منها تعلّم الغناء وأخذه منذ طفولته من الحفلات والأعراس التي كانت تقام وقتها في أحياء المدينة والتي كانت تحييها فرق القادرية والعيسوية، ووالده كان آنذاك نقّارا على آلة الدف والطار.
وأضاف لخضر بوبكر أن ما يميّز غناء شيخ الكرد هو احتكاكه بالفنانين القدماء في سورية حيث كانت فترة تجنيده الإجباري فرصة له ليأخذ أنماطهم الموسيقية كالوصلات والموشحات والمعزوفات، والمقامات العربية والتمرّن قدر المستطاع على آلتي العود والكمان ومطولات كبار الشعراء كقصائد، أبي فراس الحمداني،أبي العلاء المعري،البوصيري،ومحمود سامي البارودي، والشاعر الكبير أحمد شوقي، كما تأثّر ولد الكرد بالأستاذ محمد عبد الوهاب.