تونس- تونس اليوم
في سنة 2015 ضربت الرواية التونسية موعدا مع التتويج والشهرة بفوز «الطلياني» لشكري المبخوت بالجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر». وفي سنة 2020 وبعد سنوات من الغياب عادت تونس إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر بفضل رواية «حمّام الذّهب» لمحمد عيسى المؤدب. وفي سنة 2021 تم ترشيح روايتين تونسيتين إلى القائمة الطويلة لبوكر 2021، لكن الأردن كانت صاحبة الجائزة وصاحبة اللقب. بعد طول تشويق وانتظار، أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية، أمس، عن فوز رواية «دفاتر الورّاق» للكاتب الأردني جلال برجس بجائزة البوكر للرواية العربية للعام 2021.
رواية عن المهمشمين والمشردين ... وانفصام الشخصية
في الوقت الذي كانت فيه الفرصة مضاعفة أمام تونس بدخولها غمار المنافسة على جائزة البوكر بروايتين اثنتين : «الاشتياق إلى الجارة» لحبيب السالمي و»نازلة دار الأكابر» لأميرة غنيم، اقتنصت الأردن هذا التتويج المرموق , وذلك بفضل ورقات روايته «دفاتر الورّاق» والصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، فاز الشاعر والروائي الأردني والذي يعمل في قطاع هندسة الطيران جلال برجس بجائزة البوكر للرواية العربية 2021. وفي تقديم هذه الرواية المتوجة، ورد ما يلي : «تتكئ «دفاتر الورّاق»، على حكايات تُروى في إطار زمني بين عامي 1947 و2019 من خلال عدد من الدفاتر عن أشخاص يفقد بعضهم بيوتهم، ويعاني البعض الآخر أزمة مجهولي النسب. تتقاطع مصائر الشخصيات بعضها بالبعض فتبرز قيمة البيت الذي يحمل رمز الوطن مقابل أكثر من شكل للخراب. إبراهيم، الشخصية المحورية، ورّاق مثقف وقارئ نهم للروايات إلى درجة أن تتلبسه شخصيات الروايات ويجد نفسه يتصرف عبرها، لكن جراء العزلة والوحدة وما عاشه من قسوة في عالم صاخب، تتفاقم حالته النفسية فتكتمل إصابته بانفصام الشخصية ويحاول الانتحار، قبل أن يلتقي بالمرأة التي تغيّر مصيره».
عن الميزات و نقاط القوة التي رجحت كفة فوز رواية «دفاتر الورّاق» في ميزان لجنة التحكيم، أفاد رئيس اللجنة شوقي بزيع بالقول: «قد تكون الميزة الأهم للعمل الفائز، فضلا عن لغته العالية وحبكته المحكمة والمشوقة، هي قدرته الفائقة على تعرية الواقع الكارثي من أقنعته المختلفة، حيث يقدم المؤلف أشد البورتريهات قتامة عن عالم التشرد والفقر وفقدان المعنى واقتلاع الأمل من جذوره، بما يحول الحياة إلى أرخبيل من الكوابيس. ومع ذلك فإن الرواية ليست تبشيرا باليأس، بل هي طريقة الكاتب للقول بأن الوصول إلى الصخرة العميقة للألم، هو الشرط الإلزامي لاختراع الأحلام، وللنهوض بالأمل فوق أرض أكثر صلابة».
تتويج عالمي وترجمة إلى الإنجليزية تلقت «جائزة البوكر» فى دورتها الرابعة عشرة 121 عملا روائيا من 13 دولة، لم تصل منها إلى القائمة القصيرة سوى 6 روايات وهي: «الاشتياق إلى الجارة» للتونسي الحبيب السالمي و«الملف 42» للمغربي عبد المجيد سباطة و«دفاتر الورّاق» للأردني جلال برجس و«عين حمورابي» للجزائري عبد اللطيف ولد عبد الله و»نازلة دار الأكابر» للتونسية أميرة غنيم و»وشم الطائر» للعراقية دنيا ميخائيل. وتشكلت لجنة التحكيم برئاسة الشاعر والكاتب اللبناني شوقي بزيع وعضوية كل من المترجمة اللبنانية صفاء جبران والمترجم المغربي محمد آيت حنا والكاتب اليمني علي المقري والإعلامية الإماراتية عائشة سلطان.
سبق للشاعر والقاص والروائي جلال برجس أن نال عددا مهما من الجوائز والتتويجات حيث حازت مجموعته القصصية «الزلازل» (2012) على جائزة روكس بن زائد العزيزي للإبداع، ونالت روايته «مقصلة الحالم» (2013) جائزة رفقة دودين للإبداع السردي عام 2014، كما فازت روايته «أفاعي النار» (في فئة الرواية غير المنشورة) بجائزة كتارا للرواية العربية 2015، وأصدرتها هيئة الجائزة في العام 2016. وصلت روايته الثالثة، «سيدات الحواسّ الخمس» (2017)، إلى القائمة الطويلة لبوكر 2019.
وعن فوزه بجائزة البوكر 2021 قال جلال برجس: «شكرا للجائزة العالمية للرواية العربية فقد فتحت لي كل هذه الطرق الجميلة إلى القراء لتصل كلمتي التي عملت على أن تكون يدا تزرع البهجة في حقل الإنسانية».
إن كانت القيمة المعنوية لجائزة البوكر أثمن وأبقى من قيمتها المادية، فإن الجائزة المالية للفائز جلال برجس تبلغ 50 ألف دولار أمريكي، بالإضافة إلى تمويل ترجمة روايته «دفاتر الورّاق» إلى اللغة الإنقليزية. أما بقية المرشحون الستة إلى القائمة القصيرة للجائزة فقد فازوا بمبلغ 10 آلاف دولار أميركي.
قد يهمك ايضا
انطلاق المهرجان الدولي للمسرح المحترف في دورته الثانية في جندوبة التونسية
افتتاح الدورة 19 لتظاهرة “24 ساعة مسرح دون انقطاع” في الكاف