تونس-تونس اليوم
أشرف وزير الشؤون الثقافية بالنيابة السيد الحبيب عمار اليوم على افتتاح أشغال الندوة الدورية للمندوبين الجهويين للشؤون الثقافية والتي تتمحور حول موضوع “الثقافة والإدماج الاجتماعي والمجالي والاقتصادي”. وحضر أشغال الندوة كل من والي نابل محمد رضا مليكة ورئيس الديوان السيد يوسف بن إبراهيم على غرار المندوبين الجهويين للشؤون الثقافية وعدد من مديري المؤسسات الثقافية والإدارات الراجعة بالنظر إلى الوزارة ورؤساء هيئات بعض المهرجانات الدولية، فضلا عن مجموعة هامة من الخبراء في الاقتصاد الثقافي ومختصين في الدراسات الثقافية وأساتذة جامعيين في علم الاجتماع. وتهدف هذه الندوة إلى طرح جملة من المقاربات الثقافية والتجارب الفنية المهمّة لوضع رؤية أفقية للإدماج الثقافي تتقاطع مع المجالات التربوية والاجتماعية والأسرية والجمعياتية وتؤشر على دورها الأساسي والمحوري في الادماج المجالي والاجتماعي خاصة للشباب والمرأة في المناهج التعليمية وفي بناء شخصية الفرد والمجتمع وتعميق الوعي الثقافي وإرساء قيم الانتماء والمواطنة الديمقراطية.
وأكد وزير الشؤون الثقافية بالنيابة خلال هذه الندوة أن اختيار محور “الثقافة والإدماج الاجتماعي والمجالي والاقتصادي” يَنْبَعُ من جوهر الاستراتيجيات والتوجّهات التَنْمَوِيّة التي تَعْتزِم الوزارة انتهاجها خلال الفترة المقبلة من أجل التأسيس لمنهج عمل سيتمّ تفعيله على المدى القريب والمتوسط والبعيد. وثمّن الحبيب عمار الدور المحورّيِ للمندوبين الجهويين للشؤون الثقافية في تحقيق الإدماج الاجتماعي والاقتصادي وفي تجذير اللامركزية والتمكين الثقافي المجالي في المدن والأحياء والمناطق الريفية والجبلية والحدودية، حيث يمثّل المندوب الجهوي حلقة أساسية في تحقيق ثقافة الانتماء وفي بلورة إمكانيات الإدماج الاجتماعي والاقتصادي، وذلك من خلال المساهمة في جعل الثقافة متاحة في كل مكان وللجميع، وعلى وجه الخصوص لفئة الشباب وللفئات التي قد تجد صعوبات بأي شكل من الأشكال في إبراز طاقاتها وإبداعاتها وبلوغ آمالها.
وأشار الوزير إلى أنّ الوزارة ستسعى بالتعاون مع كلّ المندوبين الجهويين للشؤون الثقافية إلى تحقيق مجموعة من النقاط الأساسية والتي تتمثّل في تأهيل البنية التحتية وتطويرها والنفاذ إلى التراث، وإعداد وتنفيذ مخطط اتصالي لتثمين التراث المادي وغير المادي وتعزيز التنوعات الثقافية والخصوصيات الجهوية وتحسين مناخ الاستثمار في القطاع وتسويق صورة تونس كمركز إبداع ووجهة ثقافية سياحية. وأفاد وزير الشؤون الثقافية بالنيابة أن توجهات وزارة الشؤون الثقافية المستقبلية ستقوم على مجموعة من الركائز الأساسية التي تشمَلُ تطوير البنية التحتيّة للمؤسسات الثقافية وتثمين المضامين والبرامج الثقافية والفنية والتوجّه الحقيقي نحو دعم الصناعات الثقافية الإبداعية والمبادرات النوعية التي تُنْتِجُها الجهات وتَنْتَفِع بها كلّ الفئات الاجتماعية والشرائح العُمُرِيَّة، بالاستناد على مبدأ المساواة وترسيخا لدوْر الثقافة في الإدماج الاقتصادي والاجتماعي من خلال ما تُحْدِثُهُ من مواطن شغل في المجالات الثقافية والإبداعية ومن خلال التكوين وصقل المواهب وتأطير الحرفيين والفنيين وأصحاب المبادرات في المهن الثقافية وفي مجال التراث، ومُرافقتهم في إنجاز مشاريعهم وتَجسِيدِ أفكارهم على أرض الواقع، وهو ما سيساهم في إعلاء صورة تونس وإشعاعها دوليا.
وأكّد الحبيب عمار أن الوزارة تتوجه أيضا إلى دعم العمل الأفقي بين الوزارات المعنية والتعاون مع الهياكل والمنظمات ذات الصلة ومكونات المجتمع المدني والترويج للمخزون الحضاري والتاريخي والتراثي وإبراز خصوصياته الجهوية والمحلية وثرائه وتنوّعِهِ بين الجهات وداخل المنطقة الواحدَة، وهو ما سيُتيحُ لنا تجسيدا فعليّا لدور الثقافة في الإدماج الاجتماعي والمجالي والاقتصادي.. كما نوّه الوزير بأهمية العمل على تطوير “السياحة الثقافية” والتي أصبحتْ عُنصرَ تنميةٍ اقتصادية مُثمِرة ورئيسيّة في عديد الدول،وفق تعبيره، ممّا يستدعي إيلاءه المكانة المستحقّةَ ضمن بنود استراتيجية العمل الثقافي المقبل، وذلك بِعَقْدِ لقاءات مُشتركة بين كفاءات وخبراء الوزارتين للخروج بخارطة طريق واضحة ومقترحات عملية لشراكة فاعلة تسْتَثمِر جيّدا مُنتَجاتِنَا الثقافيّة وعناصر تراثنا الثريّ.
قد يهمك ايضا
وزارة الشؤون الدينية توضح استئناف الدروس والإملاءات القرآنية بالمساجد التونسية
بلدية تونس تقوم ليلا باللمسات الاخيرة لقاعدة تمثال إبن خلدون بعد يوم احتجاجي