الجزائر - العرب اليوم
يُعد الرسام الضرير عبد الكريم ابن مدينة بجاية شرقي الجزائر، أحد معجزات القرن، فهو ينحت ويرسم لوحات فنية في غاية الروعة وهو كفيف، وجعلت روعة الصور، بعض زوار منطقة كاب كاربون في أعالي مدينة بجاية الساحلية لا يصدقون أن الفنان ضرير.
وجعلت المناظر الطبيعية الخلابة لهذه المدينة التي وصفها يوما ما، المستعمر الفرنسي بالشمعة لروعة جمالها، الزوار مذهولين أمام كل منظر تحدق أعينهم فيه قبل أن يذهب الذهول بهم أبعد من ذلك حين يقفون أمام لوحات الفنان عبد الكريم التي يعرضها بالمكان قصد الاسترزاق.
وكانت المفاجأة الكبيرة، حينما يعلمون أن عبد الكريم البلالغ من العمر 46 سنة، كفيفا بعدما فقد بصره قبل 18 عاما والذي اضطر إلى التوقف عن الرسم سنة 2000، ليعود قبل عام إلى هوايته التي عشقها منذ الصغر والتي تسري في عروقه، ويرسم الفنان لوحات غاية في الجمال جلّها تعكس ما تبقى في ذاكرته من صور تتحدث عن جمال مدينة بجاية.
اقرأ أيضا:
أشهر رسام روسي جسد طبيعة الروس في لوحة واحدة
ويقول الفنان "إنه لا يمكنه تحديد سعر لوحاته"؛ الأمر الأغرب الذي يكتشفه الزوار هو أن الفنان ليس هو من يحدد ثمن لوحاته الفنية، إذ يقول، "أنا أرسم وأعرض اللوحات على الناس… لكن ليس باستطاعتي تحديد سعرها كوني لا أدري إن كان فيها عيوب وأخطاء، فالزبون هو الحكم فهو الذي يشتري وهو الذي يقيم أعماله وهو الذي يحدد سعرها".
ويواجه الرسام صعوبة كبيرة من أجل نقل أعمال إلى منطقة كاب كاربون في أعالي مدينة بجاية صباحا وإعادتها إلى البيت مساء، في ظل افتقاره إلى مكان بالمنطقة يسمح له بتجميع أدواته وألواحه كل مساء ما يحتم عليه استئجار سيارة ذهابا وإيابا، أمر يكلفه كثيرا.
ويرى الكثيرون ضرورة تدخل السلطات المحلية من أجل التكفل بالفنان المعجزة، الذي يعمل المستحيل من أجل رسم أروع اللوحات الفنية.
قد يهمك أيضا:
لوحة للرسام الإيطالي كارافاجيو تدخل مزادًا في مدينة تولوز الفرنسية
رسام كاريكاتير عراقي يحصد المرتبة الاولى للرسامين المستقلين