واشنطن - تونس اليوم
نشرت صحيفة «النيويورك تايمز» الأمريكية هذا الأسبوع قائمة ترشيحات للقراءة مُؤّلفة من 8 كتب تنوعت موضوعاتها بين السياسة والتاريخ والخيال والمذكرات الشخصية؛ فبعضها ألقى الضوء على الثورة البلشفية وبذور الحرب الباردة ؛ والبعض الآخر دار حول الدور غير المعروف الذى لعبه الأشخاص الفارون من العبودية فى السياسة الخارجية والداخلية الأمريكية قبل الحرب الأهلية ؛ وأيضًا حول الطرق التى يستمر بها إرث ونستون تشرشل فى تشكيل السياسة البريطانية حتى يومنا هذا، بالإضافة إلى مجموعة مقالات حول المشاكل الثقافية لأوروبا فى الفترة ما بعد الاتحاد السوفيتى، ومذكرات امرأة أفغانية على هيئة سلسلة من الرسائل لابنها، وغيرها.
«جنوبًا صوب الحرية: العبيد الهاربون إلى المكسيك والطريق إلى الحرب الأهلية»، لأليس إل بومجارتنر.
يتناول الكتاب قصة هروب العبيد الأمريكيين جنوبًا إلى المكسيك، حيث استندوا إلى قوانين مكافحة العبودية للمطالبة بحريتهم فى عملية تشكيل عميق للعلاقات بين البلدين ومستقبل العبودية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وقالت الناقدة كيرى جرينيدج عن الكتاب فى مراجعتها النقدية: «من الصعب سرد هذه القصة بأسلوب ملىء بجماليات التعبير، ولكن بومجارتنر تمكنت من ذلك، كما أكدت لنا أننا يجب أن نفهم التأثير للعميق للأقلين فى المجتمع اقتصاديًا وسياسيًا».
«إذا كان الحذاء مناسبًا» لريبيكا ويذرسبون
فى الرواية تدرك كاتبة السيناريو الطموحة التى تعمل كمساعدة شخصية لأحد الشخصيات ذائعة الصيت فى هوليوود أن أحلامها وطموحاتها تستحق أن تضعها فى المرتبة الأولى فى حياتها، وقالت عنها الناقدة أوليفيا ويت: «إنها تشبه كثيرًا قصة سندريلا ولكنها هذه المرة لا تترك الخُف وراءها وتغادر؛ ولكنها تغادر القلعة بتمثال أوسكار»، وأضافت أنها قصة تتحدى السرد التقليدى وغنية بالشخصيات.
«الباحثون عن النمط: كيف يعزز التوحد قدرة البشر على الابتكار» لسايمون بارون كوهين
يقول المؤلف عبر صفحات الكتاب إن البشر يتميزون بقدرتهم على التصنيف والتنظيم، وهى صفة واضحة بشكل خاص فى الأشخاص المصابين بالتوحد، ويؤكد أنه إذا استوعبنا كيفية عمل هذه السمة فيهم، فيمكننا أن نفهم بشكل أفضل ما يجعل جنسنا البشرى بأكمله فريدًا، وقالت الناقدة كريستين كينيلى فى مراجعتها النقدية عن الكتاب: «يتناول الكاتب فى هذه القصة قصة الصبی چون الذى سخر منه الأطفال الآخرون لكونه مختلفًا تمامًا»، وأضافت أن المجتمع يجب أن يقوم بعمل أفضل لإفساح المجال لأشخاص مثل چون، وأنه سيستفيد بشكل كبير عندما يفعل ذلك.
«الصمت» لدون ديليلو.
لطالما أظهر «ديليلو» موهبته وانجذابه لاستخدام الرواية لتأريخ الثقافة الأمريكية المعاصرة منذ حوالى 50 عامًا حتى الآن، وفى أحدث أعماله يصوِّر مستقبلًا قريبًا تنهار فيه التكنولوچيا والحضارة، وبالرغم من أن الروائيين من جيل «ديليلو» قد توقعوا نهاية العالم فى قصصهم من خلال الكارثة النووية، لكن القليل منهم قام بتغيير رأيه مثل «ديليلو» فى كون العالم لن ينتهى بانفجار أو ضجيج، ولكن فى صمت.
«مؤامرة لينين: القصة المجهولة لحرب أمريكا ضد روسيا» لبارنز كار
يقدم كتاب «كار» تفاصيل جديدة مدهشة حول الحرب الباردة، ويظهر أنها بدأت فى وقت أبكر مما كان متوقعًا ــ بمجرد تولى البلاشفة زمام الأمور ــ وأنها لم تكن «باردة» على الدوام؛ ففى عام 1918 على سبيل المثال، قادت أمريكا تدخلا عسكريًا فاشلا لطرد الشيوعيين، وقال الناقد فيكتور سيبستين فى مراجعته النقدية: «سيكون من الصعب على المرء أن يجد أى شىء عن هذا الصراع فى الوثائق الرسمية للولايات المتحدة، أو حتى كتب التاريخ العسكرى الأمريكى، مما يجعل دراسة بارنز كار الجديدة جديرة بالقراءة؛ لكشفها عن بعض المصادر الأرشيفية الجديدة الرائعة بالإضافة إلى الحبكة المشوقة».
«الرقص فى المسجد: رسالة أم أفغانية إلى ابنها» لهوميرا قادرى
فى هذه المذكرات الثرية بالتفاصيل، تروى ناشطة فى مجال حقوق المرأة الأفغانية تعيش فى المنفى فى ولاية كاليفورنيا الأمريكية قصة حياتها من خلال سلسلة من الرسائل الصادقة والشجاعة لابنها الذى كان عليها أن تتركه وراءها؛ حيث تروى من خلالها كل الصعوبات التى مرت بها فى طالبان وحياتها فى مخيم اللاجئين واضطرارها الزواج من شخص لا تعرفه، وقالت الناقدة الفنية إليزابيث إيجان عن المذكرات: «إن القصة تذكرنا بأن القصص والكلمات هى التى تدعمنا وبشكل خاص فى ظل الظروف الأكثر رهبة».
«أساطير تشرشل» لستيفن فيلدينج وبيل شوارتز وريتشارد توى
يقول المؤلفون عبر صفحات الكتاب إن بريطانيا تخضع بشكل مرَضى لفكرة مضللة وغير دقيقة عن إرث ونستون تشرشل، وقالت الناقدة كورى شاك فى مراجعتها النقدية: «لازال تشرشل يشكل المشهد السياسى لدينا حتى بعد وفاته»، وأضافت: «تتناول المذكرات تعليق فرقة سبايس جيرلز الغنائية على تشرشل، وحزب استقلال المملكة المتحدة ؛ وتحليل نقدى لفيلم «Darkest Hour» الذى يتناول ما فعله تشرشل خلال الحرب العالمية الثانية ؛ ومحاولات بوريس جونسون تشبيه نفسه بالزعيم الراحل».
«عصر البشرة» لدوبرافكا أوجريسيك
الكتاب عبارة عن مقالات مجمعة لتوجيه النقد لسياسات أوروبا ما بعد الاتحاد السوفياتى من عدة زوايا؛ كالسياسة والفن والنسوية والموضة والانحدار الثقافى وتأثير روسيا على الصراعات الداخلية للبلدان الأوروبية، وقالت الناقدة لورى سودرليند، وهى تستعرض الكتاب ــ الذى قدمت له الترجمة للإنجليزية إلين إلياس بورساك ــ إلى جانب ثلاث مجموعات مقالات أخرى: «باعتبار أوجريسك صوتًا أدبيًا رئيسيًا فى أوروبا، فإن مجموعة مقالاتها تلك تعطى نظرة ثاقبة عميقة على القومية المدمرة لمجتمعات ما بعد الشيوعية بأسلوب ساخر ومؤثر».
قد يهمك ايضا
تعرّف على المفكّر ربيعة أبي فاضل الذي طاحَش الكبار ورماهم أرضاً
عرض "بورتريه سيدة" يُعرض من جديد في إيطاليا بعد 23 عامًا من فقدانها