موسكو ـ حسن عمارة
تمكن علماء روس من اكتشاف مجموعة من الأقنعة القديمة التي تخص موتى من سباق المحاربين في سيبيريا، يعود تاريخها إلى أكثر من 1500 عامًا.
ويأتي هذا الاكتشاف في مقبرة عملاقة في منطقة كيميروفو، إلى جانب رفات يخص شعب "Tashtyk " الغامض، الذي اشتهر بطقوسه الجنائزية المعقدة.
وعثر العلماء على أجزاء من 20 قناعًا يخص محاربين قدامى، مصنوع من معدن لين يدعى الجبس في سرداب إلى جانب 30 جثة لأشخاص بالغين، ويأمل العلماء الروس في إعادة تجميع بعض الأقنعة لتقديم رؤى جديدة بشأن مواصفات الشكل الخارجي لهذا الشعب.
وتعتبر أقنعة الموت من شعب "Tashtyk" من بين أغلى ممتلكات المتاحف الروسية، بما في ذلك متحف الارميتاج في سانت بطرسبرغ.
وأعرب بعض الخبراء عن دهشتهم من أن سباق المحاربين الذي ساد في مناطق شاسعة من سيبيريا من القرن الثاني قبل الميلاد إلى القرن السادس ميلاديًا، يتمتع بمظاهر أوروبية وليست أسيوية.
وذكر الدكتور بافيل جيرمان من معهد علم البيئة البشرية في كيميروفو، الذي قاد فريق التنقيب، أنه تم صناعة هذه الأقنعة فورًا عقب وفاة المحاربين، ووضعها مع رفات جثث بشرية في سرداب "Shestakovo-3"، تم وضعها داخل جثث وهمية مصنوعة من الجلد أو القماش".
وأوضح جيرمان في حواره مع صحيفة "سيبيريا تايمز"، " ثم وُضع قناع من الجبس يشيه شكل وجه الرجل أو المرأة الراحلين على الجثث الوهمية، ولدينا هنا الكثير من أجزاء الأقنعة التي تخص الموتى، ونأمل في استعادتها، حيث اكتشفنا على سبيل المثال جزء كبير يصل إلى نصف قناع".
وأضاف " وكان السرداب الذي اكتشفنا فيه رفات المحاربين كبير للغاية، لدرجة أن أعمال التنقيب به استغرقت موسمين، وقام شعب تاشتيك بإنشاء حجرة الدفن من خلال حفر حفرة في الأرض وبناء سور حولها، وتمهيد أرضيتها بجذوع الأشجار، ثم ملئ السرداب تدريجيًا بالجثث الوهمية التي تضم رفات الموتى، ثم أقاموا شعائر احتفالاتهم الجنائزية".