الدار البيضاء - محمد خالد
عادت كرة القدم المغربيّة لخسارة المزيد من المواهب الصّاعدة لصالح منتخبات أوروبية، ما يطرح أكثر من علامة استفهام بشأن إستراتيجيّة الاتّحاد المغربي لمواجهة هذا النزيف المتواصل منذ أعوام، والذي اتّخذ في الأسابيع القليلة الماضية بعداً آخر، يتمثل في كون لاعبين دافعوا عن ألوان المغرب في منتخبات الفئات الصغرى، لكنهم حينما برزوا وتألقوا اختاروا اللعب لمنتخبات البلدان التي ولدوا فيها.ولعل أبرز
اسم في هذا الإطار هو المهاجم يونس بنومرزوق المحترف حاليا في فريق يوفنتوس الإيطالي، حيث أن هذا اللاعب الذي يصفه المتتبعون بأنه أحد أبرز المواهب الصاعدة في أوروبا، شارك مع منتخب الناشئين المغربي في بطولة إفريقيا التي أقيمت في المغرب في شهر نيسان/أبريل الماضي، كما كان حاضرا مع النخبة المغربية في مونديال الناشئين، الذي برز فيه بشكل لافت.
واستفاد بنومرزوق وهو من مواليد فرنسا من المشاركة مع المنتخب المغربي في هاتين التظاهرتين الكبيرتين، حيث لفت انتباه كبار الأندية الأوروبية، ما جعله ينتقل من ميتز الفرنسي إلى اليوفي، لكن هذا اللاعب فاجأ الجميع حين قرر الانضمام إلى المنتخب الفرنسي للشباب، معبّرا عن اقتناعه بهذا القرار، وسط جمود داخل الأجهزة المكلفة في اتحاد كرة القدم المغربي.وأجمع المتتبعون أن انضمام بنومرزوق للمنتخب الفرنسي يشكّل خسارة كبيرة للكرة المغربية، محمّلين المسؤوليّة للمسؤولين المغاربة وللوضعية المبهمة التي تعيشها الكرة المغربية في الآونة الأخيرة بسبب المشاكل الكثيرة التي يعيشها الاتحاد المحلي.
ولم يقف النزيف عند هذا الحد بل إن هناك لاعبين أقدموا على الخطوة ذاتها التي أقدم عليها بنو مرزوق، في مقدمتهم زميله السابق في منتخب الناشئين المغربي كريم أشهبار، الذي اختار بدوره اللعب للمنتخب الفرنسي على اعتبار أنه حامل للجنسيتين المغربية والفرنسية.
وأشارت تقارير صحافية إلى أن وكيل أعمال اللاعب هو من أقنعه بتحويل الوجهة نحو منتخب "الديكة" خدمة لمستقبله الكروي.ويبدو أن الأمور لن تقف عند هذا الحد في ظل التقارير الواردة من بلجيكا والتي تشير إلى أن عميد منتخب الناشئين المغربي نبيل الجعدي يعيش تحت ضغوط كبيرة من طرف اتحاد كرة القدم البلجيكي من أجل إقناعه باللعب لمنتخب " الشياطين الحمر" في المرحلة المقبلة، ومن المرتقب أن يستجيب الجعدي لهذه الضغوط خصوصا في ظل المغريات المقدمة إليه.
واختار اللاعب منير حدادي المحترف في فريق برشلونة الإسباني الدفاع عن ألوان منتخب إسبانيا للشباب على حساب نظيره المغربي، وأكد مقربون من اللاعب الواعد أن هذا الاختيار جاء بسبب تجاهله من طرف المسؤولين على كرة القدم المغربية، وخصوصا مدربي الفئات الصغرى الذين لم يسبق لهم أن وجّهوا له أي دعوة للدفاع عن العلم المغربي.
وبات الاتحاد المغربي مطالبا بوضع استراتيجية واضحة لمواجهة هذا الإشكال الذي يضيع على الكرة المغربية مواهب كثيرة من أبناء هذا البلد المولودين في دول أوربية.وتعتبر هذه المشكلة قديمة بالنسبة للكرة المغربية التي فقدت خلال الأعوام القليلة الماضية مواهب عديدة لفائدة منتخبات "القارة العجوز"، في مقدمة هذه الأسماء المدافعين عادل الرامي ويونس قابول اللذين فضلا الدفاع عن ألوان منتخب فرنسا، ولاعب خط الوسط إبراهيم أفلاي الذي فضل اللعب مع المنتخب الهولندي، بالإضافة إلى الثلاثي مروان فلايني وناصر الشاذلي وزكرياء البقالي الذين اختاروا اللعب مع منتخب بلجيكا، دون نسيان اللاعب أدام ماهر الذي فضل منتخب هولندا على نظيره المغربي، وهي أسماء كان من الممكن أن تصنع منتخبا مغربيا قويا وقادرا على المنافسة على أعلى مستوى.
لكن في المقابل من ذلك هناك أسماء أخرى فضلت الدفاع عن ألوان المنتخب المغربي رغم أنها سبق ولعبت في صفوف الفئات الصغرى لمنتخبات أوروبية، كما هو الحال بالنسبة للثنائي عادل تعرابت ويونس بلهندة اللذين حملا قميص المنتخب الفرنسي للشباب لكنهما رفضا الانضمام للمنتخب الأول لـ"الديكة" وفضّلا اللعب مع "الأسود"، وكذلك الشأن بالنسبة للثنائي مبارك بوصوفة والمهدي كارسيلا مع المنتخب البلجيكي.