الدار البيضاء ـ سعيد علي
غاب المغرب عن منافسات "عصبة الأبطال الأفريقيّة" لكرة القدم، بعد مغادرة فريق الرجاء البيضاويّ البطولة، رغم فوزه على فريق حوريا كوناكري بهدف نظيف، في إياب البطولة، الذي احتضنه المركب الرياضي محمد الخامس في الدار البيضاء، ولجوء الفريقين إلى ضربات الترجيح، التي منحت التأهل إلى الفريق الغينيّ، بعد تمكّنه من تسجيله لخمس محاولات مقابل أربعة للرجاء، من أصل سبع تسديدات.
وتلقّى الفريق الأخضر، هزيمة بهدف نظيف في لقاء الذهاب في العاصمة الغينيّة، الأسبوع الماضي، وبهذا ينضاف الرجاء إلى الجيش الملكيّ، الذي غادر المسابقة في الدور التمهيديّ، وبالتالي يغيب المغرب عن هذه المنافسات.
وتابع المباراة جمهور رجاوي غفير يُقدّر بـ40 ألف متفرج، وحضور قرابة مائة مشجّع غينيّ رافقو فريق حوريا كوناكري، وتميّزت بمشاهد غريبة، الأول تمثّل في قيام حارس مرمى فريق حوريا كوناكري برش مادة سائلة أمام مرماه قبل انطلاق الشوطين الأول والثاني، مما دفع بجمهور الرجاء إلى الاحتجاج على الحارس، واعتبار ذلك من أمور الشعوذة التي تعتمدها بعض الفرق الأفريقيّة، والمشهد الثاني، هو طول مدة الوقت بدل الضائع، الذي أعلن عنه الحكم، والذي بلغ 8 دقائق، والثالث هو ظاهرة السقوط المتكرّر لحارس مرمى الفريق الغينيّ بحثًا عن كسب الوقت، وأمام كل ذلك واصل الفريق الرجاوي العزم على تحقيق الهدف، ألا وهو كسب ورقة التأهل إلى الدور الثاني من عصبة الأبطال الأفريقيّة.
وبالعودة إلى أجواء المباراة، التي أدارها الحكم التشاديّ "آدم كورديي"، تميز الشوط الأول ببداية قوية للرجاء، حيث حاول الفريق الأخضر منذ انطلاق المباراة إلى البحث طرق باب التسجيل، وكانت أول محاولة مع عبدالكبير الوادي، الذي هدّد الخصم في الدقيقة الرابعة، لكن الدفاع الغيني أبعد الكرة، وبعدها بدقيقتين بادر عميد الرجاء إلى افتتاح باب التسجيل، غير الحارس كان في المكان المناسب، وتوالت محاولات الرجاء، لكن الخطة الدفاعيّة التي نهجها كوناكري حدت من هجومات الرجاء، وفي الدقيقة 22 كانت محاولة حقيقيّة للمهاجم الرجاوي ياجور، لكن الدفاع أبعد الكرة،وبعدها قام الخصم بهجوم مرتد كاد أن يُعمّق من جراح أصحاب الأرض، غير أن الكرة ذهبت فوق مرمى خالد العسكري، وأمام غياب تنظيم دفاعي لكوناكري، واصلت الآلة الرجاوية محاولاتها الهجومية، لكن من دون جدوى، لكن في الدقيقة 43 سدّد الراقي كرة تصدّى لها بنجاح الحارس الغينيّ، وقبل ختام الشوط الأول عاود الراقي الكرّة إلا أن الحارس كان في المكان المناسب، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبيّ.
وكان الشوط الثاني شبيهًا بالأول، حيث انطلق الرجاء بسيناريو الاندفاع والبحث عن هدف السبق، غير أن خطتي الدفاع وتكسير التسلل أربكت الهجوم الرجاوي، ومنعنه من تسجيل الهدف، ورغم ذلك قام خط هجوم "النسور الخُضر" بمجموعة من المحاولات للتهديف، كان أبرزها في الدقائق 55 و60 مع ياجور، و65 مع الصالحي، وبعدما ظنّ الجميع أن الرجاء سينهي المباراة بالتعادل السلبيّ مما يعني إقصاءه، جاء الفرج مع ياجور، الذي انسلّ وسط الدفاع مُسجّلاً هدف الفوز في الدقيقة 86، لكن المؤسف له هو أن الرجاء لم يستفد من الوقت بدل الضائع الذي أعلنه الحكم، لإضافة هدف ثان وحسم الأمور، لتنهي المباراة ويحتكم الطرفان إلى ضربات الترجيح، التي كانت في صالح حوريا كوناكري.