القاهرة ـ حسام السيد
أثار إعلان المدير الفنيّ للمنتخب المصريّ شوقي غريب، لقائمة اللاعبين في مباراة البوسنة الوديّة، علامات استفهام عدّة، بشأن رؤيته الفنية خلال المرحلة المقبلة، مع المهام الثقيلة المُلقاة على عاتق الجهاز الفنيّ الجديد بقيادة الفراعنة نحو بلوغ نهائيات كأس الأم الأفريقيّة 2015 و2017، بالإضافة إلى تحقيق حلم التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.
وقد أعلن غريب عن قائمة خلت تمامًا من أي لاعب في مركز الظهير الأيسر، مُرجعًا ذلك إلى وجود أسلوب جديد في التدريب والتشكيل خلال المرحلة المقبلة، يعتمد على صناعة جبهة من أحمد حمودي لاعب سموحة، وإبراهيم حسن لاعب الإسماعيلي، ليتجاهل ضم الثنائي الأكثر خبرة في هذا المركز في الدوري المصريّ سيد معوض من النادي الأهلي، ومحمد عبدالشافي من الزمالك، كما أن فكرة اللاعب من دون ظهير أيسر صريح مُستحدثة على المدرسة المصريّة، مع الأخذ في الاعتبار أن حمودي وحسن لا يُجيدان أداء الأدوار الدفاعيّة على الإطلاق، وهو ما فتح الباب مبكرًا للنيل من رؤية غريب لتوظيف اللاعبين في الملعب.
وأكد المدير الفنيّ للمنتخب، خلال مؤتمر صحافي للإعلان عن القائمة، أنه سيبدأ من حيث انتهى سلفه الأميركيّ بوب برادلي، من حيث الاعتماد على مجموعة كبيرة من لاعبيه، بالإضافة إلى انتهاج سياسته في التوسّع بملاقاة منتخبات قويّة، بغض النظر عن التعرّض لهزائم ثقيلة في هذه المواجهات الوديّة، وهو ما كان سببًا في خسارة مصر بنتائج قاسية أمام منتخبات غانا ومالي وقطر وغيرها، وتراجعت في التصنيف الشهريّ لـ"الفيفا"، وكلّفها ذلك الوقوع ضمن التصنيف الثاني في تصفيات المرحلة الأخيرة لكأس العالم، وبدأ البعض يطرح تساؤلات عما سيُقدمه غريب، طالما أنه سيسير في طريق برادلي ذاته.
وقد فاجأ غريب الجميع بالحديث عن عودة الحارس الدوليّ عصام الحضري، ليؤكد أنه لم يشترط المشاركة بشكل أساسي للعودة إلى صفوف المنتخب المصريّ من جديد، بعد فترة من الاستبعاد، رغم وجوب اشتراطه على الحارس بأن يلتزم بقرارت الجهاز الفنيّ حتى في حالة الجلوس على دكة البدلاء، وهو ما يؤكد بشكل مبدئيّ أن الحضري سيكون الحارس الأول للفراعنة في مباراة البوسنة الوديّة، في حين لم يُقدم أسبابًا منطقية لإعترافه بقوة منتخب البوسنة، على الرغم من اختياره للاعبين يشاركون للمرة الأولى في المباريات الدوليّة، وهم محمد فاروق، وطارق حامد، وعمرو جمال، وإبراهيم عبدالقادر، وشوقي السعيد، ومحمد رجب، وهو ما يعني مواجهة صعوبات كبيرة قد تُعجّل بالقضاء على مسيرتهم الدوليّة، في حال المشاركة في المباراة والتسبّب في خسارة ثقيلة.
وقد بدا غريب، خلال المؤتمر الصحافيّ، مُرتبكًا بشدّة، وظل يطلب من الإعلاميين مساندته، وعدم التعرّض لعمله بالنقد بشكل كبير، فيما شدّد على ضرورة الصبر على الجهاز الفنيّ حتى في حالة تقديم أسوء النتائج، وهو ما خلق انطباعًا بأن المدير الفنيّ الجديد للفراعنة لا يملك الشخصية القوية ذاتها التي كان يتمتع بها المُدرّب الأسبق حسن شحاته، مما يُثير المخاوف من عدم قدرته على إضفاء حالة الصرامة والحزم على اللاعبين خلال المعسكرات المقبلة.