تقدم هوفنهايم إلى الاتحاد الألماني لكرة القدم بطلب إعادة مباراته مع ليفركوزن بعد احتساب الحكم هدفا وهميا لصالح الأخير جاء عبر فجوة من خارج شباك المرمى، وهو ما ستبحثة المحكمة الرياضية. ومسدد الهدف يعتذر لعشاق المستديرة. أثار هدف مثير للجدل في منافسات الجولة التاسعة للدوري الألماني "بونديسليغا" موجة من الاحتجاج والاستهجان في صفوف لاعبي فريق هوفنهايم ومشجعيه بعد احتساب الحكم في افتتاح الجولة الجمعة الهدف الثاني الحاسم لصالح ليفركوزن، رغم أن الكرة دخلت إلى مرمى هوفنهايم من فجوة في الشباك الجانبية للمرمى. وهو ما أدى إلى انتزاع باير ليفركوزن صدارة دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم مؤقتا بفوزه على مضيفه هوفنهايم (بنتيجة 2 إلى 1).
وتقدم هوفنهايم بدوره بطلب إلى الاتحاد الألماني لكرة القدم مطالبا بإعادة المباراة، وسيبدأ الأخير تحقيقاته بهذا الموضوع، ومن المقرر أن تجتمع المحكمة الرياضية التابعة له الاثنين المقبل للتحقيق في صحة الهدف.
وجاء الهدف الثاني الوهمي لليفركوزن في حوالي الدقيقة 70 حين أضافه شتيفان كيسلينغ بضربة رأس للكرة من ركلة ركنية نفذها جونزالو كاسترو. لكن الكرة دخلت المرمى من الشباك الخارجية من خلال ثقب على ما يبدو. وأظهرت الإعادة التلفزيونية كيسلينغ وهو يضع يديه على رأس حزنا على إهدار الفرصة، وبدا عليه الارتباك عندما احتسب الحكم فليكس بريش الكرة هدفا. وتظهر ردة الفعل الأولية لكيسلينغ حين هز برأسه بعد الكرة الرأسية تحسره على إهدار الفرصة. يشار إلى أنه لا يتم استخدام تقنية مراقبة خط المرمى ولا الاستعانة بحكم إضافي وراء المرمى في الدوري الألماني.
جانب من مباراة ليفركوزن وهوفنهايم
وخرج الحكم الذي بدا عليه الارتباك من الملعب وسط صفارات استهجان من الجماهير واحتجاجات من لاعبي هوفنهايم. وأكد مسؤول في هوفنهايم أن النادي سوف يقدم التماسا ضد احتساب الهدف. من جهته ذكر اللاعب كيسلينغ إنه صدم في الوهلة الأولى قائلا: "الجميع كان يركض إلي فماذا يمكنني أن أفعل؟". وتابع: "بصراحة لم أكن قادرا على الحكم بما رأيت حين كشف لاعبو هوفنهايم عن الفجوة في الشباك".
وفي وقت لاحق اعتذر كيسلينغ عن الهدف، وكتب في حسابه الشخصي على موقع فيسبوك بعدما ساعد هذا الهدف "الوهمي" فريقه على الفوز 2-1 "أتفهم تماما ردود الفعل التي صدرت عن الكثيرين منكم. أنا نفسي اشعر بأسف شديد". وتابع "بعد مشاهدة الإعادة التلفزيونية استطيع القول بكل صراحة أن هذا الهدف غير شرعي." وأضاف "اعتذر لكل عشاق كرة القدم.. بالطبع لست سعيدا للفوز بهذه الطريقة. النزاهة مهمة جدا في كرة القدم خاصة للنادي وبالنسبة لي شخصيا."
وقال رودي فولر مدير الكرة في باير ليفركوزن لتلفزيون سكاي سبورتس ألمانيا: "لم أتمكن من رؤية الكرة من موقعي في المدرجات لكن اتضح فيما بعد أنها لم تدخل المرمى". وأضاف: "إنه أمر غير سار لكن ليس بوسعنا أن نفعل شيئا حيال هذا الأمر". لكن الحكم فيليكس بريتش لم يغير قراره، وقال: "كانت لدي بعض الشكوك، لكن ردة فعل اللاعبين كانت واضحة". وأضاف: "تابعت الأمر مع كيسلينغ، ولكنّ أحدا لم يقل إنه لم يكن هدفا، الكرة كانت في المرمى وبالنسبة لكل من كان على أرض الملعب فإنه هدف شرعي". بينما ذهب مدير نادي هوفنهايم ألكسندر روسن بعيدا بالقول: "إنها فضيحة. إنه ليس هدفا".
ماركوس غيسدول مدرب هوفنهايم
وكان ليفركوزن افتتح التسجيل عبر سيدني سام في الدقيقة 26، وجاء هدف هوفنهايم عبر سفن شيبلوك قبل دقيقتين من نهاية المباراة. وتصدر باير ليفركوزن بهذا الهدف العجيب ترتيب الدوري الألماني مؤقتا رافعا رصيده إلى 22 نقطة بفارق نقطتين أمام بايرن ميونيخ المتصدر السابق حامل اللقب وبفارق ثلاث نقاط عن بروسيا دورتموند. وبوسع بايرن ميونيخ استعادة الصدارة عندما يلعب مع ضيفه ماينتس اليوم السبت، حين يلعب دورتموند على أرضه مع هانوفر أيضا. وتوقف رصيد هوفنهايم بعد الهزيمة عند عشر نقاط ليحتل المركز العاشر.
وقال ماركوس غيسدول مدرب هوفنهايم مباشرة بعد المباراة: "أعتقد أننا سندرس الإعادة"، مضيفا: "لا يمكن إعادة مباراة لبايرن وعدم إعادتها لهوفنهايم أيضا"، مشيرا إلى مباراة إعادة لبايرن من الماضي، إذ أنّ هذه ليست المرة الأولى التي يسجل فيها لاعب في ألمانيا هدفا وهميا، فقد فعل المدافع توماس هيلمر ذلك في 23 إبريل/ نيسان 1994 في المباراة التي فاز فيها فريقه بايرن ميونخ على نورمبرغ (2-1) أيضا، علما بأن كرته لم تدخل المرمى. واحتج نورمبرغ حينها على صحة الهدف، فأعاد الاتحاد الألماني المباراة وفاز بها بايرن مجددا بخماسية نظيفة.