مجلس الشعب السوري

لقي تحديد مجلس الشعب السوري موعداً للانتخابات الرئاسية السورية ردود فعل مستهجنة ومستغربة ، مؤكدة أن الواقع الحالي في سوريا لا يسمح بإجراء انتخابات حرة ونزيهة. ففيما وصفت واشنطن تحديد النظام السوري الثالث من حزيران / يونيو المقبل موعداً لإجراء الانتخابات الرئاسية بالـ"مهزلة"، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي في بيان مشترك، أن هذه الانتخابات ستقوض العملية السياسية وتتناقض مع "بيان جنيف".
وفي بيان غير مسبوق من مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، قال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن بان والإبراهيمي حذّرا مراراً من أن إجراء الانتخابات الرئاسية في الوضع الراهن على رغم استمرار النزاع والتهجير الواسع النطاق سيعطل العملية السياسية ويعرقل احتمالات التوصل إلى حل سياسي، وهو أمر تحتاجه البلاد بشكل طارئ. وأضاف دوجاريك في بيان تلاه خلال مؤتمره الصحافي اليومي، أن إجراء الانتخابات الرئاسية السورية لا يتوافق مع نص بيان جنيف١ وروحيته، مشدداً على أن الأمم المتحدة ستواصل البحث عن أي فرصة لحل المأساة في سورية.
وأفاد ناطق باسم الأمم المتحدة أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي يحذران من أن إجراء الانتخابات في الظروف الراهنة من الصراع المستمر والنزوح الكبير سيدمر العملية السياسية ويعرقل أفق الحل السياسي. وهذه الانتخابات غير متوافقة مع روح بيان جنيف ورسالة الدعوة إلى مؤتمر مونترو في 22 كانون الثاني (يناير) الماضي.
وفي واشنطن، قال مسؤول في الخارجية الأميركية إن "الانتخابات الرئاسية التي يعد لها نظام الأسد مهزلة في الديموقراطية وتقوض آلية جنيف وليس لها صدقية". واعتبر المسؤول أن "النظام السوري في ظل الأسد لم يجر يوماً انتخابات حرة ونزيهة وذات صدقية، وهو ليس في موقع يسمح بأن يقوم بذلك في ظل حربه الأهلية".
وفي لندن، اعتبرت الحكومة البريطانية ان نتيجة الانتخابات لن يكون لها اي قيمة او اي مصداقية. وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية مارك سيموندس في بيان ان "خطة الاسد للانتخابات هدفها الوحيد تدعيم ديكتاتوريته. وستجري هذه الانتخابات وسط هجمات مستمرة للنظام على المدنيين مع مئات الالاف يعيشون تحت نير النظام في ظروف رهيبة وفي اجواء من الرعب في حين يقبع الالاف من المعارضين السلميين في السجون او فقد اثرهم".
في غضون ذلك، بدأ وفد من "الائتلاف الوطني السوري" المعارض برئاسة أحمد الجربا زيارة للسعودية، وقال الأمين العام لـ الائتلاف بدر جاموس في بيان: تأتي الزيارة ضمن سلسلة من اللقاءات الديبلوماسية التي يحاول من خلالها الائتلاف، توطيد علاقته مع الدول العربية والغربية بهدف التنسيق معها، فيما يخدم مصالح الشعب السوري.
وأضاف أن العمل على زيادة دعم "الجيش السوري الحر" والثوار داخل المدن السورية، يشكل أحد أهم الملفات الأساسية التي سيبحثها الوفد مع مسؤولي المملكة السعودية، إضافة إلى أنه سيتم التنسيق معهم، من أجل الدعم الإغاثي والارتقاء بالعملية التعليمية وإعادة تفعيلها، خاصة بعد الاستهداف الممنهج للمدارس السورية من قبل قوات الأسد، وتحويل بعضها إلى مراكز مسلحة لبعض المرتزقة الذين يستوردهم من الخارج للدفاع عنه.